الأحساء: عبدالله السلمان

ساعات تمر كـالدقائق تلك التي يقضيها زوار مهرجان كلنا منتجون في الأحساء، وهم يشاهدون 38 فنانة يرسمن أجمل اللوحات بأياديهن الناعمة، التي لا تعرف غير اللين في التعامل مع الفرشاة والألوان السبعة؛ وذلك ضمن فعاليات المهرجان الذي تنظمه جمعية فتاة الأحساء حالياً في نسخته الثانية، بمركز المعارض الدولية في الهفوف.
وبقدر ما يشكل الرسم أمام الناس دافعًا وتشجيعا منقطع النظير، فقد يحمل معه تحديًا كبيرًا لإثبات المهارة والكشف عن شخصية الرسامة؛ بيد أن أي خطأ قد يوقع الفنانة في حرج شديد أمام من تسمروا لمشاهدتها ولا مجال للتراجع، إلا أن الثقة الكبيرة التي يمكن ملاحظتها في نفوس الفنانات المشاركات في المهرجان تجسد بذاتها لوحة فنية نادرة تستحق الكثير من التصفيق.
المشرفة على ورشة الرسم في المعرض دليلة أبورابية - فنانة تشكيلية تونسية علمت المشاركات أنواع سحر الألوان- وهي تؤكد لـالوطن أن هؤلاء الفتيات تلقين عدة دورات في جمعية فتاة الأحساء، وهن من أفضل من يؤدي هذا الفن، اكتشفناهن فرأينا في نفوسهن نخيل الواحة ومياهها وعمق تراثها، ومنظرهن بملابس الرسم، والألوان تقفز من أياديهن وكأن كل لون يريد أن يخلد في لوحاتهن ليضفي على الروح جمالاً آخر، وكلهن يجدن أغلب المدارس التشكيلية ومنها التكعيبي والواقعي والتأثرية والتجريدية والمنمنمات والسريالية والكلاسيكية، مؤكدة أن هذه المدارس الفنية المتنوعة جميعها كانت حاضرة في رسوماتهن، كما أن الهدوء داخل الورشة كان سيد الموقف، فهن لايتكلمن إلا بالقليل من الرمز والإشارة، ومع ذلك لايشغلهن سؤال المشاهدين عن إكمال الرسم بقدر ما تملأ عيونهن الفرحة في تعريف من حولهن بالفنون التي يقدمنها للمتذوقين.