بقدرة قادر ابتكرت أقلام رياضية (فورمولا) خاصة جدا يرون فيها التعافي والخلاص من كل أوجاع الرياضة السعودية، وهذا يحمد لهم – إن صدقت نبوءتهم - فلقد أتوا بما لم تأت به الأوائل، فهم بذلك الابتكار الذي يحسدون عليه تفوقوا من حيث لا يدرون: على معامل وكالة ناسا الأسطورية، واستشرافات ديفيد كوبرفيليد السحرية التي تترقبها شاشات العالم مع نهاية كل عام ميلادي، وتخطت عقولهم دقة توقعات منظمة الصحة العالمية في اكتشاف الأمراض قبل انتشارها من بلد إلى بلد!!
هذه الـ(الفورمولا) أو الوصفة السحرية التي تفتقت بها قريحة أقلام رياضية لدينا، باختصار وجدت العلاج الناجع، وتوصلت إلى الحلول بطرفة عين، ووضعت يدها على الجرح الغائر في جسد الرياضة، ورأت أن كل ذلك متوقف على ثلاثة أحرف لا تزيد ولا تنقص، متى تخلص (الرئيس العام) منها لا محالة ستتخلص الرياضة السعودية من كل وعثائها وعثراتها، وسنكون في كل محفل دولي بالمراتب الأولى، هذه الوصفة هي مختصرة في كلمة واحدة (بشت) الرئيس العام!.
وطبعا جميعنا يعرف (البشت)، هذا التراث الأصيل أصبح بنظرهم سببا مباشرا ووحيدا في كل إخفاق كروي أو رياضي وقع أمس أو اليوم وربما غدا.
وطبعا يعلم جميع من عانى في ابتكار هذه الوصفة أن هناك أوامر عليا صريحة وواضحة تفرض على رتب الوزراء وكبار مسؤولي الدولة ارتداءه في المناسبات العامة والإعلامية، كل ذلك يعلمونه لكنهم لا يأبهون به!!
الوصفة الابتكارية الجديدة لا شك تستحق من كل المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتشجيع الابتكار والمواهب في الكرة الأرضية أن تدرجه في سلم أولوياتها كي تنصفه وتمنحه شهادات امتياز وتفوق، فالرياضة شأنها شأن العلوم الأخرى متى تقدم مبدعون بابتكاراتهم التي تجد الحلول الناجعة للإشكاليات المربكة والمحبطة، وسيكون الإعلام الرياضي في مقدمة المكرمين لهم في أقرب فرصة.
مع كامل احترامي لهؤلاء المبتكرين الجهابذة، أتذكر أن هذا (البشت) المسكين لم يمنعنا من الصعود إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم أربع مرات متتالية، وحصول أبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة على كأس العالم مرتين متتاليتين، ولم يحل أمام كرة اليد السعودية أن تتواجد في نهائيات كأس العالم خمس مرات، ولم يقف حجر عثرة أمام محمد الجيزاني وهو يحصل على كأس العالم للمبارزة قبل عدة سنوات، ولم يفت في عضد أبطال القوى وهم يحققون أكثر من (200) ميدالية إقليمية وقارية ودولية وأولمبية، وأيضا هذا المغلوب على أمره (البشت) لم يجعل الجياد السعودية تتوتر وتخسر نزالاتها الإقليمية والقارية والأولمبية والعالمية، وكذا لم ترتعد أطراف جواد البطل عبدالله الشربتلي وهو يحقق أول ميدالية للعرب في كأس العالم في كنتاكي، ومن ثم يحصل على وسام الملك عبدالعزيز من يد خادم الحرمين الشريفين.
في الوقت نفسه لم نشاهد رؤساء اتحادات إيطاليا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا والأوروجواي وإسبانيا وانجلترا، وهم يرتدون الـ(برمودا) في المنصات والمحافل الدولية، ونكصوا على زيهم الرسمي المعتمد.
ألهذا الحد انتهت وجوه وفنون وآداب النقد الرياضي في إعلامنا الرياضي السعودي لدرجة أنه لم يتبق سوى (بشت) الرئيس العام لجعله مادة للطرح والتناول في مقالات أو تعليقات هنا وهناك، ألم يكن المجال أمامهم مفتوحا ومتاحا ليطرحوا تساؤلاتهم أمام الرئيس العام أو إيصالها عبر الوسائل العديدة المتاحة في عصرنا الحاضر؟؟!!
بالتأكيد لن يجرؤ أحد منهم على القول إن أساليب النقد المتاحة سدت أمامه، أو حيل بينه وبين الرئيس العام حتى يعتقد ألا سبيل سوى الحديث عن (بشت) الرئيس.. عجبي!!