من الحكايات التي تتحدث عنها بعض المواقع في الآونة الأخيرة ما يشاع عن احتمال حدوث انفصال بين الثنائي الفني السعودي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، اللذين ارتبط اسماهما حوالي عقدين من الزمن بالعمل التلفزيوني الناقد طاش. ويستشهد البعض على ذلك باختلاف وجهات النظر بين القصبي والسدحان في إحدى الحلقات التلفزيونية فالأول مع إيقاف طاش. والثاني على العكس، إذ احتد السدحان في أحد ردوده على القصبي متسائلاً عما يمكن أن يقدماه إذا توقف طاش.
بغض النظر عن صدق تلك الإشاعة، نتساءل: أيهما أجدى، توقف طاش أم تطويره؟.. وهل هناك بديل يملأ الفارغ على الساحة الفنية السعودية؟
وبالمقارنة مع أعمال فنية عربية ناقدة مشابهة، نجد بقعة ضوء.. ومرايا ياسر العظمة وحكاياه إذ طوّر الفكرة ولم يلجأ إلى إيقافها.. لذا فالرأي الأصوب ربما هو التطوير. والتطوير يكون بالاعتماد على نصوص جيدة متقنة وكتاب سيناريو متمكنين بدلاً عن جلسات القراءة وارتجال الحوار.. فهناك كتاب جدد قادرون على العطاء، وهذا أفضل من استقبال الأفكار وتكوين حلقة حولها، فتلك طريقة قد لا تكون مجدية أحياناً، كما أن الاتكاء على الفكرة غير المباشرة صار أكثر وقعاً لدى المتلقي.
إلى ذلك، من الأفضل الارتكاز على المخرجين المحليين أو الخليجيين ممن يعرفون ثقافة المكان ويستطيعون إيصال الرؤية إلى الناس، ويوجد عدد جيد من المخرجين السعوديين الشباب الذين خرجوا من المحلية وانطلقوا إلى الفضاءات العربية وصاروا يشاركون في المهرجانات السينمائية.
وفي التمثيل، ليت طاقم العمل يبتعد عن افتعال الحركات التي لم يعد وعي المشاهد يتقبلها مثل حَوَل العينين والقفز قبل الجري كأننا في أفلام كرتون. بإمكان الطاشيين أيضاً الاستفادة من الأفكار الروائية العالمية والعربية المحلّقة وتحويرها مع الإشارة إلى المصدر.. وعلى سبيل المثال في الكتابات الساخرة للتركي الراحل عزيز نيسين من القصص القريبة من الذهنية العربية ما يجعل طاش وغير طاش يتوهج ويلامس الهم العام.
ليس الحل في الانفصال أو توقف طاش، بل في الارتقاء به إلى مستوى الطموح لمواكبة عقل المشاهد الذي صارت أمامه مئات الفضائيات، فينتقي الأعمال الجيدة ويختار منها ما يجده قريباً منه.