صيغة مفتوحة للفعاليات واستثمار للضيوف العرب وممرات نسائية
أسدل الستار، وانفض الجمع من ضجيج معرض الرياض الدولي للكتاب2011.
ربما تكون العبارة التي تشكلت في أذهان أغلب رواد المعرض البارحة.
ليرتفع عاليا سؤال وبعيدا عن حكم القيمة (هل نجح المعرض؟).
رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي يؤكد لـ الوطن: لا يمكن إلا أن نقول إن معرض الكتاب بشكل عام نجح في أن يكون موسما ثقافيا يعيد النظر والجدل والحوار في كثير من الرؤى الثقافية، والقائمون عليه يبذلون جهودا كبيرة في مسارات تفعيله، ولكن هذا لا يمنع من ارتفاع مستوى الطموح، حيث إن الثقافة تتأسس على البحث عن الجديد المختلف والبناء على الحاضر.
تبدو مداخلة الوشمي تعميمية عقلانية، لكنه ينسف هذه المهادنة حين يعلن أنه يأمل تخفيف مظاهر الديكور المبالغ فيه، واستثمار وجود الضيوف العرب لتنظيم فعاليات رديفة لهم في الأندية الأدبية المختلفة. ويشاركه الشاعر محمد الجلواح نفس الأمنية مقترحا تخصيص مقاهٍ ثقافية مصغرة لهؤلاء الضيوف، بشرط أن يكون هناك برنامج محدد لهم في المعرض، ويمكن من خلال تلك المقاهي تحقيق أكبر قدر من التواصل وتلاقح التجارب الإبداعية.
تجاوز التشدد بالحوار والنقاش الحضاري
بينما يصوغ الوشمي رؤيته المستقبلية في أن تحمل ممرات المعرض للسنة القادمة أسماء السيدات السعوديات الأوائل في مجال التعليم أو الإعلام، كما يمكن التفكير بمنح فرص أعلى للأندية حتى لو تم التعامل معها بصيغة مماثلة للدور، ولكن المهم أن يتاح لها مجال عرض أوسع، متطلعا إلى عدم جمع الأندية في مكان واحد، و أن توزع في مختلف ممرات المعرض.
بعيدا عن ممرات المعرض كان المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي محط التفاف عدد من المثقفين، وقال الأسدي إن دعوته لمعرض الرياض منحته فرصة ثمينة للتعرف أكثر على الحراك الثقافي الذي يعيشه السعوديون مؤكدا أن النقاش والشفافية وحدهما قادران على وضع المثقف السعودي في مكانه الصحيح، وتمنى الأسدي أن ينعكس الحضور الكبير الذي شهده المعرض من قبل جميع شرائح المجتمع السعودي على مستوى الوعي والبنية الثقافية، مشيرا إلى أن التشدد من قبل البعض أمر موجود في كثير من المجتمعات، وأن ما حدث في معرض الرياض في أيامه الأولى من بعض الاحتكاكات يمكن تجاوزه بالحوار والنقاش الحضاري، لافتا إلى أنه كمسرحي تعود أن يقرأ المشهد في جميع تفاصيله وهو يرى أن الحوار وحده قادر على قيادة زمام التنوير في أي مجتمع من المجتمعات لا الإقصاء والذي تجلت مظاهر تأُثيره السلبي حتى على المجتمع العراقي والمعروف بحضاريته الكبيرة قبل أن يعلو فيه صوت الإيدولوجيا.
معرض جدة الدولي
رئيس نادي جدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني تحدث عما يمكن تسمتيه بـالموائد المستديرة بين المثقفين وحلقات النقاش داخل الفندق، ويراها نقاشات وبدا أن أثرها واسع، رغم أنها تأتي على هامش المعرض وليست جزءا من متنه الأساس مشيرا إلى دور تلك النقاشات المتنوعة في إثراء مشهدنا المحلي.
وردا على سؤالالوطن حول سر ضعف حضور الفعاليات حتى من قبل المثقفين أنفسهم والذين يفضلون النقاشات في الفندق والمعرض على حضور برامجه المصاحبة قال: هذه المشكلة تكفلت بها الوسائل الحديثة حيث عوض موقع الفيسبوك وغيره ذلك والمهم أن يتواجد من يوثق لتلك الفعاليات ويمكن الرجوع لها في أي وقت، مضيفا أن قضية قلة الحضور تظل الجدلية الملازمة لكل فعالياتنا الثقافية.
ورغم وجود بعض السلبيات في المعرض إلا أن الشاعر عبدالله الخشرمي يرى أنه لا يمكن الاختلاف حول أهمية معرض الرياض كتظاهرة سنوية مهما كان هناك من سلبيات، وساق الخشرمي ما يمكن تسميته بالأمنيات من أن يتم تطوير الآلية التي تقدم بها الفعاليات الثقافية المصاحبة بدءا من مقر الفعاليات الذي يفتقد في تصميمه إلى الحميمية، كما يصف متمنيا أن تصبح قاعات العرض مرئية أمام زوار المعرض لخلق جو تفاعلي بين الضيف المشارك والمستمع وزائر المعرض، وكذلك كنوع من لفت انتباه الناس لطبيعة النشاط المقام والذي يفترض أن يكون الزائر للمعرض معنيا ببعض برامجه.
ويجدد الخشرمي مطالبته التي سبق أن طرحها في مداخلته مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر حول أهمية عودة معرض جدة الدولي للكتاب وذلك كي لا نكرر إشكالية المركز والهامش، ونترك للثقافة مساحة جغرافية واسعة تتحرك بها في بلادنا بحسب تعبير الخشرمي.