الرئيس اليمني يعرض تشكيل لجنة لإعداد دستور جديد والانتقال إلى النظام البرلماني
رفضت المعارضة اليمنية مبادرة تقدم بها الرئيس علي عبدالله صالح أمام حشد بلغ نحو خمسين ألف شخص تجمعوا أمس في ملعب 22 مايو في العاصمة صنعاء عرض فيها تشكيل لجنة لإعداد دستور جديد يرتكز على الفصل بين السلطات ويستفتى عليه في نهاية هذا العام والانتقال إلى النظام البرلماني وتطوير نظام الحكم المحلي وإعطائه كامل الصلاحيات، كما اقترح إنشاء أقاليم فيدرالية في إطار دولة اليمن الموحد وتشكيل حكومة وفاق وطني تقوم بإعداد قانون جديد للانتخابات على أن يلتئم مجلس النواب بمختلف كتله لإقرار قانون الانتخابات والاستفتاء وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء.
وقالت المعارضة إن هذه المبادرة جاءت متأخرة ولا تلبي طموحات الشارع الذي يطالبه بالرحيل فوراً، وكان صالح قد تجنب الحديث عن تنحيه عن السلطة مع نهاية العام الجاري، وهو المطلب الرئيس للمعارضة والمعتصمين في الشوارع، مؤكداً أنه سيبقى حتى نهاية ولايته الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر من عام 2013، وحث كافة التنظيمات والأحزاب السياسية للإعداد لذلك وترتيب أمورها لخوض تلك الانتخابات بحيث تأتي كما يريدها الشعب اليمني انتخابات نموذجية تنافسية حرة ونزيهة تخضع للرقابة الداخلية والدولية.
وكانت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح قد تواصلت وتضاعف أعداد الخارجين إلى الشوارع، وانضمت أمس إلى ساحات التغيير قطاعات وفئات شعبية عدة، من بينها الصحفيون والأطباء والمعلمون، وذلك بعد ساعات من إعلان مصادر طبية استخدام قنابل محرمة دولياً ضد المحتجين في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل شخص على الأقل وإلحاق إصابات بنحو 80 متظاهراً.
ونفى الدكتور حسني الجوشعي، أحد الأطباء الذين قاموا بفحص حالات الاختناق التي تعرض لها المعتصمون أن يكون الغاز المستخدم في الهجوم غازاً مسيلاً للدموع على اعتبار أن المصاب بغاز الدموع يعود إلى طبيعته بمجرد إخراجه من منطقة الغاز.
أمنياً تشهد العاصمة اليمنية صنعاء تأهبا أمنيا لافتا، عشية انطلاق مسيرات شعبية حاشدة اليوم الجمعة في إطار جمعة الزحف. وأقرت السلطات نشر وحدات مكثفة من قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقوات مكافحة الشغب على المداخل والطرقات المؤدية إلى الساحة الرئيسة بمنطقة حي الجامعة التي يتواجد فيها المعتصمون، إلى جانب اتخاذ تدابير أمنية مشددة لمنع وصولهم إلى منطقة ميدان السبعين في إجراء احترازي يستهدف الحيلولة دون نقل المعتصمين اعتصامهم من الساحة الرئيسة بحي الجامعة إلى الساحة المحاذية لمقر الرئاسة.
كما فرضت السلطات إجراءات عقابية مشددة وصارمة بهدف منع حمل وحيازة السلاح داخل العاصمة صنعاء وعواصم المدن الرئيسية وألغت وزارة الداخلية في تعميم وزع على كافة أقسام الشرطة ومديريات الأمن العام في البلاد كافة تراخيص حمل وحيازة السلاح التي منحت في وقت سابق من قبل الوزارة. وفي تعز انتشرت الدبابات والآليات العسكرية على مداخل مدينة تعز وسط اعتزام المعتصمين في عصيفرة، تنظيم ما أسموه جمعة الزحف اليوم.