كيف يمكن أن يكون لدينا منتخب قوي وجل لاعبيه من ناديين أو ثلاثة، وأنا هنا لا أعيب على هذه الأندية قدر ما أوقع اللوم على بقية الأندية خصوصاً من توصف أنها أندية كبيرة وهي على التوالي النصر والأهلي والاتفاق وأخيراً الاتحاد.
فالنصر الذي كان ينافس على بطولات خلت في عهد الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله لم تستطع أي إدارة تالية أن تحقق له الاستقرار ولم شمل أعضاء شرفه الذين تفرغ بعضهم لحرب الإدارة على طريقة إن لم تكن معي فأنت ضدي، وصولاً إلى إدارة فيصل بن تركي التي أرى أنها أكثر الإدارات تضرراً وهي التي خسرت كثيرا من مناصريها وثلة مهمة من أعضاء الشرف الداعمين للفريق بسبب سوء إدارة شؤون النادي بحسب وجهة نظرهم.
كيف نختار لاعبي منتخب من فريق لا يعرف أفراده معنى التنافس ولا تحقيق البطولات؟ لانعدام الاستقرار الإداري والدعم الشرفي.
أما الاتفاق وهو الفريق المكافح الذي كلما بنى فريقاً لينافس به دعته الحاجة إلى بيع لاعبيه لتغطيه احتياجاته المادية رغم أنه ينام على ثروة كبيرة ومخزون هائل من كثرة الأندية في المنطقة الشرقية وإمكانية إيجاد نجوم بدلاً عمن تم بيعهم، وإن كنا في السنوات الماضية لم نشاهد عددا كبيرا من لاعبي الاتفاق في المنتخب بسبب انتقالهم لأندية أخرى واحتراق موهبتهم على دكة الاحتياط والخاسر الأكبر هو المنتخب.
أما النادي الأهلي أو الراقي كما يطلق عليه محبوه فهو لغز محير استعصى حله على الخبراء، هذا النادي الذي يتكئ على ماض تليد من البطولات أصبح أمر تحقيقه لبطولة مصادفة سعيدة خصوصاً بطولات النفس القصير.
الغريب أن لاعبي الأهلي يتألقون حين يغادرون أسوار النادي ولكنهم بمجرد عودتهم يعودون للتواري وهنا يتجلى سؤال لماذا هذا التباين في العطاء؟ أليس هناك مسببات لهذا الاختلاف في المستوى؟ أليس من الأجدى أن يعيد الأهلاويون تقييم حالتهم الداخلية ليعود لنا منبعا قديما للنجوم قدم للكرة السعودية أجمل المواهب.
أما الاتحاد وهو من يقدم الآن 7 من لاعبيه للمنتخب إلا أنه يعيش في حالة ضياع وصراعات منذ عدة سنوات، فبعد سياسة تكديس اللاعبين ومنعهم من ممارسة اللعب بحجة إن لم تلعب معي لا تلعب ضدي وهي السياسة التي لم تستمر لإبعاد المروج لهذا الفكر، حيث ما زال النادي يعاني من تلك الفترة ثم بعد ذلك سخرت كافة الإمكانات المادية من أعضاء شرف لإيقاف تقدم النادي في كل الألعاب وخلق حالة من البلبلة وضبابية الرؤية لدى الجماهير حتى لا تدرك الأسباب الحقيقية لعدم تحقيق أي بطولات كبرى خلال آخر 3 سنوات باستثناء بطولة وحيدة أحرزها بضربات الترجيح.
وبكل أسف، ضحية هذه الأفعال هي المنتخب السعودي الذي تضرر من انهيار مستوى لاعبي الاتحاد.
إذا كان هذا حال بعض أنديتنا، فلماذا نستغرب أن ينعكس الوضع على المنتخب الأول ويتراجع مستواه وتصنيفه الدولي وإذا ما استمر الحال هكذا دون تصحيح سيزداد الوضع سوءا وندخل في مرحلة ضياع جديدة.
عناوين أخيرة:
يجب على إدارة المنتخب أن تتحرك بسرعة لحفظ حقوقها من الاتهامات التي طالتها من أحد الكتاب حين أشاع خبر إرتكاب 3 من ركائز المنتخب مخالفات قبيل لقاء منتخبنا مع عمان لأن مرور مثل هذا الخبر، دون اتخاذ إجراء ضده يعطي للخبر مصداقية وهو ما يجعلنا نطالب بمحاكمة إدارة المنتخب على الإهمال والتقصير.