نحن جميعاً غاضبون مما حدث في مدرسة براعم الوطن؛ فهذا ليس الحادث الأول، وهذا ليس الموقع الأول أيضاً.
فهل يعقل أن يرسل الآباء أطفالهم للمدرسة، بكل ثقة وطمأنينة، على أنها موقع آمن ، بينما هي عبارة عن علب قد يحترق الأطفال بداخلها؟
وبالطبع بدأت التصريحات، ما بين ادعاء إدارة المدرسة أنها قامت بخطة إخلاء قبل تاريخ الحريق بأسبوع، فلو أن لديها خطة طوارئ؛ فأين طفايات الحريق؟! ولماذا هربت الطالبات للسطح، فهل هذه نقطة التجمع؟ أم أنه لا توجد مخارج طوارئ جانبية؟ وقد قالت طفلة من الناجيات بمنتهى البراءة لوالدها: لقد عرفت أن هناك حريقاً، وأردت العودة للفصل لإحضار حقيبتي، لكني لم أستطع. عبارة كهذه لا تدل أبدا على أنه تم تدريبها على أي خطة إخلاء. وبالنسبة لجاهزية الدفاع المدني، الذي وصل في وقت قياسي ـ خلافاً لما قاله شهود العيان ـ فلماذا لم تتم السيطرة على الحريق والمدرسة عبارة عن مبنى محدود وصغير.
و ليست غابة أو مصنع غاز أو كيماويات؟ ولماذا إذن بلغ عدد الإصابات 46 وتوفيت اثنتان، وأين كانوا عندما بدأت الطالبات يرمين أنفسهن من الأدوار العليا؟
وبالطبع، ومن سياق القصة، فصاحب المدرسة لم يكن يخشى على من بداخلها من أي خطر، ومن كونها لا تتطابق ومعايير السلامة. ألم يفكر في الخسارة المادية وهو الذي يوظف المعلمات بتراب الفلوس كما يقول الإخوة المصريون، ويكفي أن نعرف أن الشابة التي توفيت وهي تنقذ الفتيات من نتائج إهماله وجشعه كان راتبها 2000 ريال فقط. فلماذا لم يخش على المباني من الحريق هل لأنه متأكد أن القضية ستنتهي ربما بغرامة، ثم تعاود مؤسساته العمل وتستعيد خسائرها وكأن ما حدث كان مجرد كابوس استيقظ منه؟
في قضية هذه المدرسة، نريد أن نعرف أسماء الأشخاص الذين وقعوا كل التصاريح المتعلقة بتشغيل هذا المبنى، دون التأكد من مطابقته لمعايير السلامة.
نريد أن نعرف من وراء كل تصريح صدر عن مكتبه.
وفي الدفاع المدني، نريد أن نعرف.. ما الإدارة المسؤولة عن التفتيش الدوري على سلامة المؤسسات، بما فيها المدارس؟ وما أسماء الموظفين المسؤولين عن هذه المهمة في هذه المدرسة بالذات؟ نريد معلومات مفصلة، وتحقيقات عادلة.
إن ذلك كفيل بأن يحمي جماعات بأكملها من نتائج الاستهتار والجشع واللا مسوؤلية.