أعلم أن الشعر مهم، لكني لا أعرف لماذا هكذا كان جان كوكتو يقول... أما القائمون على تنظيم ربيع الشعراء في عامها الثالث عشر (2011) فيؤكدون أن الباحث عن إجابةٍ عن هذا السؤال سوف يجده في هذه التظاهرة الإبداعية العالمية الكبيرة. حيث اللقاءات مع الشعراء والقراءات والمناقشات من أجل الاحتفاء بالشعر على اختلاف أنواعه.
تعد هذه التظاهرة نوعاً من ترويض الشعر، هكذا تقول الفنانة جولييت بينوش، راعية تظاهرة هذا العام والتي تمتد من الفترة من السابع وحتى الحادي والعشرين من الشهر الحالي. وتؤكد بينوش على أن الشعر لغة غير مرئية، فهو شعور يختلف باختلاف المتلقي، كما أنه شعور بالتكثيف والتركيز من خلال تعبيرات تأخذ المتلقي إلى حيث يريد أن يكون. فالشعر قادر على تغييري وتحويلي ويجعلني أتعرف على ذاتي وعلى التقارب مع الآخرين، مثال جلال الدين الرومي وتشوانج تزو وحافظ إبراهيم وغيرهم، كل هذا على الرغم من أني قد اكتشفت الشعر في وقت متأخر من حياتي، بل وأخذت وقتاً لأغير من الشعر التقليدي إلى أنواع أخرى من الشعر. والاحتفاء بالشعر في تظاهرة كبيرة لا يعني أننا نحاول الاقتراب من خفايا الشعر فهو دائماً ما يخفي أسراره، بل هي محاولة لتذوقه والتعرف على موسيقاه وأنواعه ومبدعيه.
أما المدير الفني لمهرجان ربيع الشعراء، جان بيير سيمون فيقول: إننا نعلم تماما أن الشعر ليس له مواسم، لكننا نحاول أن يساهم هذا الحدث الكبير خلال مارس من كل عام في عودة الشعر إلى الأماكن العامة، وهذا هو ما نحن مصصمون عليه في هذه الدورة حيث المعلومات وتقديم المشورة والتدريب ودعم المشاريع الشعرية وتطوير العلاقات والعمل على تعزيز نشاط المبدعين والناشرين. ويسترسل سيمون بقوله: وراء مبادراتنا قناعات ثابتة تسعى خلف محاولة إيجاد مناخ شعري معاصر غني بتنوعه، لجعل الشعر في متناول الجميع.
ويتجدد ربيع الشعراء الذي يحمل شعار (هذا الربيع ... الشعر يغني) هذا العام في بيت فيكتور هوجو، بيت بلزاك. وضيوف الشرف هما المؤلفان: جاستون كوتيه، وتريستان كوربير، كما اختار ربيع الشعراء في فرنسا هذا العام أن يكرس نفسه لمشهد بلا حدود والاحتفاء بأدب ما وراء البحار مثل الكاريبي والمحيط الهندي والباسيفيك إلى جانب شعراء من الصين واليابان وكابول وغيرهم. هذا وسوف يتم الاحتفاء أيضا بأربعة شعراء هم رونيه دبستر من هايتي، اندريه فلتير فرنسي، كنس وايت اسكتلندي، ميشل بوتور فرنسي. وجميعهم مدعوون في متحف كيه برانلي في أمسية بعنوان الشعر وجوه من العالم.
أما الاحتفاء والتكريم الرئيسي في هذه التظاهرة فسيكون للشاعر والسياسي (1913ـ 2008) إيميه سيزير في اليوم الأخير للربيع.