أجمع أدباء ومثقفون على أن رؤية وزارة الثقافة والإعلام تجاه الاحتساب في معرض الرياض الدولي للكتاب قد تحدث بعض الإشكاليات خاصة إذا كان ممن لا ينتمون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسيؤدي إلى تكاثر الأوصياء على الآخرين، داعين إلى تقنين ذلك.
وقال المصور عوض الهمزاني يجب ألا تكون جميع الكتب موافقة لتوجه الكل، فليس من حق أي شخص أن يعترض على الكتب التي تخالف توجهاته، فهناك آخرون يتطلعون لقراءتها.
واستطرد الهمزاني قائلا إن منع الكتب سيؤدي إلى أن يذهب القارئ إلى الإنترنت الذي بات وسيلة سهلة للحصول على الكتب الممنوعة.
وأضاف الهمزاني لا بد أن نكون أكثر وعيا، فلا يحق لأحد أن يمنع كتابا إسلاميا لأنه يخالفه في التوجه، ولا يحق للمحتسبين منع الكتب الأخرى احتراما لغيرهم، مستائلاً الكتب صرح لها بالدخول إلى المملكة منذ البداية، فلماذا يتم منعها بعد دخولها عوضا عن منعها وسحبها بعد دخولها وعرضها في المعرض؟
وعد الهمزاني ذلك دلالة على الازدواجية في الآراء والقرارات ووجهات النظر لدى المؤسسات الحكومية المنظمة، مؤكدا أنه لا بد على المحتسبين أن يحترموا وجهات النظر الأخرى، وهناك طرق كثيرة لاحتساب الأجر ليست محصورة في النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن جهة أخرى، تقول رئيسة تحرير صحيفة كل الوطن الإلكترونية هداية درويش إن السماح للجميع بالاحتساب والنصح والإرشاد سيسبب إشكالية للزوار وسيربكهم.
وأضافت درويش: الحل الأمثل هو أن يكون النصح والإرشاد في نطاق محتسبين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون تعد على صلاحياتهم من بقية المحتسبين من خارجها، متسائلة عن صحة تصريح وكيل وزارة الإعلام عن عدمه.
ويرى الكاتب سعود الفوزان أن ذلك سينشئ فوضى في معرض الكتاب لهذا العام، موضحا أن على وزارة الإعلام تقنين دور المحتسبين على هيئة الأمر المعروف والنهي المنكر مع جعلها عملية مقننة معهم.
فيما أيدت سلمى الشايع المحتسبين ولكن بحدود - حسب رأيها - وأن تكون للاحتساب كيفية معينة، مؤكدة أن بعض التصرفات توجب التقنين، فالمجتمع السعودي بات متفهما ومتقبلا للرأي الآخر، فالفرد أصبح قادرا على أن يحترم وجهات النظر دون التأثر بها.
يأتي حديث المثقفين على خلفية تأكيد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر خلال حديثه الذي خصّ به الوطن مطلع الأسبوع الجاري، والذي قال فيه إن الوزارة لن تمنع الاحتساب داخل معرض الكتاب.