سيجد القارئ في رواية الطقاقة بخيتة الصادرة عن دار الانتشار العربي اللبنانية، في 470 صفحة، ثلاث حبكات تتداخل برواية البطل الرئيس ثم روايات الأبطال، بدءا من السؤال عن هوية الرواية، ولماذا نكتبها ثم كيف؟ مما يشجع البطل الأول سائق السيارة الونيت للبحث عن أبطاله، فمنهم سيستخلص حكاياته، وينسجها في شكل رواية نهائية، لذلك هو لا يريد استعجال وصف الرواية بأنها نص يتشكل تباعا بل يتمهل القارئ قليلا حتى يتم له اختبار عوالمه ومدى مصداقية شخوصه, لذلك ينشغل وفق مصادفات قدرية معينة وحسبما تمليها عليه الظروف باختبار كل من يمر بهم، حتى يقرر نهائيا أن تزوير الحقائق يأتي من جهة العينات التي تخرج عن طبيعتها وتتشكل وفق رؤى ليست هي على حقيقتها لتلمع في ذهنه شخصيات قريبة جدا هي من تعايشه يوميا من ركاب الونيت خلال كده اليومي، لذلك يشرع بترصد أهم ثلاث شخصيات تمر عليه هي: الطقاقة وصلاح المدني، والبدوي بداح ويبدأ بتحديد سماتهم وتدوين حكاياتهم، فهل نجح في النهاية بكتابة رواية، هذا ما سيكتشفه القارئ بين طياتها، تتعاطى الرواية مع مناطق حساسة من حياة المجتمع السعودي ولا تستسلم لمكان واحد ولا لزمان بعينه بل تلتف على هذين العنصرين كما لا يبخل المزيني بتعضيد روايته بالمعلومات.