البكري: كرتنا تدفع ثمن نقل اللاعبين من حارات متواضعة إلى قصور وفلل

أرجع الرئيس السابق للجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والرياضة في مجلس الشورى العضو الحالي في اللجنة الدكتور طلال البكري، سبب تدهور الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم، إلى العقود الخيالية والمبالغ الخرافية التي تدفع للاعبين لا يستحقونها ـ على حد وصفه ـ.
وقال البكري في حديث خص به الوطن إن هذه العقود الاحترافية الخيالية تسببت في نقل لاعبين من بيوت متواضعة في حارات أكثر تواضعاً إلى قصور وفلل في أحياء راقية، ما جعلهم يعيشون أوضاعاً جديدة عليهم تماماً لم يألفوها، مما يحدث فوارق يحتاج اللاعب نفسه زمناً طويلاً لاستيعابها الأمر الذي يأخذ الكثير من وقته ويشغل فكره وعقله وبالتالي يؤثر في مستوياته مقارنة بالتي كان يؤديها قبل انتقاله إلى المرحلة الجديدة.
وزاد للأسف إن النقلة التي تحدث لمعظم اللاعبين تبعدهم عن الإخلاص لشعار الوطن، بل إن كثيرين منهم لا يشرف الكرة السعودية على الإطلاق.
وطالب البكري بإعادة النظر في العقود الاحترافية الخيالية للاعبين والتي كانت سبباً في تحول بعضهم من شخص لا يملك ريالاً واحداً، إلى ثري صاحب ملايين يصبح شغله الشاغل كيفية التعايش مع عالم الأثرياء والدخول في أعمال تجارية خاصة به وتصبح الكرة السعودية هي الضحية بدلا من أن يساعد ذلك في ارتقاء أدائها بين مثيلاتها في العالم.
وزاد من الضرورة إعادة النظر في عقود اللاعبين ووضع حد أدنى وحد أعلى للاعب المحترف، وأنا أجزم بأنه لا يوجد لاعب في الملاعب السعودية يستحق أكثر من ثلاثة ملايين ريال خصوصا في الوقت الحالي، ومع ذلك نرى ونتابع الكيفية التي تلهث بها الأندية خلف لاعبين مغمورين وتدفع لهم مبالغ ضخمة للغاية لمجرد دخول ناد منافس على الخط، كما أن بعضها يجدد عقود لاعبين بعشرات الملايين وهو ما زاد الأمر سوءاً.
وعن ما حدث لبعض اللاعبين المحترفين بعد هجرهم كرة القدم لأسباب مختلفة على الرغم من أنهم وقعوا عقوداً بالملايين، قال البكري هذا ليس لاعبا وإنما لعاب لأنه ليس أمينا على ما رزقه الله
وزاد رياضتنا تعاني من أن معظم هؤلاء لا يشرفون الكرة السعودية وفي ذات الوقت ليسوا أمناء على ما رزقهم الله، لأنهم في الأصل يأخذون أكثر مما يستحقون، وأنا أطالب جميع من يتعلق به الأمر، النظر في عقود الاحتراف فما يحدث فيها أمر لا يدخل العقل، فليس من السهل أن يتم نقل شخص من الصفر إلى المليون بين يوم وليلة.
وعن دور مجلس الشورى في هذه النقطة الحساسة، قال الموضوع سيقدم للمجلس عند مناقشة تقرير رعاية الشباب الذي يدرس حاليا في اللجنة، ومن خلال مناقشة الأعضاء سوف نحاول أن نجد حلولاً جذرية لموضوع العقود الاحترافية.
وتابع تقرير الرئاسة يدرس في اللجنة الآن وخلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه سننهي ما يتعلق به ونرسله إلى الهيئة العامة ومن ثم إلى المجلس.
وعاد البكري في حديثه الخاص إلى الوطن للتعليق على خروج الأخضر صفر اليدين من نهائيات كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، وقال ما حدث في كأس آسيا أمر مؤسف لم يحدث في تاريخ الكرة السعودية، وكم تمنيت أن يكون اللاعبون الذين مثلوا المنتخب في هذه البطولة، وقفوا وشاهدوا قتال وفدائية لاعبي المنتخب السعودي في فترة الثمانينات والتسعينات الميلادية رغم أنهم لم يعرفوا لغة الملايين التي يتعامل بها لاعب اليوم.
واقترح البكري أن تكون هناك علاقات وطيدة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم، وقال لا بد أن يوضع شرط أساسي في أن يكون اللاعب المحترف حاملا للشهادة الجامعية أو على الأقل الثانوية العامة.
مختتما حديثه قائلا الرياضة سفارة وأهداف وشعور بالمسؤولية فالأمر ليس كرة قدم فقط، وأنا أعتقد أن اللاعبين الحاليين بمقدورهم تحقيق أي هدف لكنهم لا يستطعيون رفع راية المملكة عاليا لأنه لا توجد لديهم ثقافة كيفية الدفاع عن شعار الوطن.