جدة: خالد المحاميد

ومضة على تاريخ عظيم يدعو للافتخار بالمكاسب الثقافية

شفافية الموريتانيين وإبداعاتهم في ليلتهم بنادي جدة الثقافي شدت إليها الحضور الذين أصغوا بكثير من الاهتمام إلى تاريخ وأدب هذا البلد العربي الأصيل، والذي دعا رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إلى القول: أكاد أقسم بأن ما نسمعه هو من قلب جزيرة العرب، وكأن هؤلاء الموريتانيين لم يغادروها يوماً واحداً.
وأضاف الدكتور القحطاني في كلمة اعتذر فيها للحضور عن استقبال مداخلاتهم على ما سمعوه بأن ذلك يعود إلى أن ضيوفنا استنفدوا الوقت كله ولم تكف ساعاته ليطرحوا كل ما لديهم، لذلك نجعلها ليلة عطر موريتانية مركزة.
وكانت الليلة الموريتانية التي دعا إليها نادي جدة بدأت بحضور نائب قنصل دولة موريتانيا آبو سوغو، وبتقدمة من الدكتور يوسف العارف والشاعر حسن المهدي الذي وصف الليلة الموريتانية بأنها ومضة على تاريخ عظيم يجعلنا فخورين بهذه المكاسب الثقافية والود الذي بسطه نادي جدة للمثقفين الموريتانيين.
وشارك في الليلة الموريتانية عدد من الكتاب والشعراء من بينهم الدكتور مختار الغوث والدكتورة مباركة بنت البراء والباحث الاقتصادي هادي محمد المختار النحوي وشعراء مثلوا اتجاهات مختلفة في تجربة الشعر الموريتاني.
وألقى الدكتور الغوث محاضرة تناول فيها التاريخ الاجتماعي والثقافي لموريتانيا أشار فيها إلى أن عطيل شكسبير هو موريتاني الأصل ارتقى سلم العسكرية الرومانية وأصبح قائداً مشهوراً. وقال إن اسم المسرحية كما أرادها شكسبير هي أوتيلو وترجمها خليل مطران بـعطيل خطأ، حيث قال في مقدمتها إنه لم يجد اسم عطاء الله بين الموريتانيين لذلك أطلق عليها اسم عطيل. وأضاف الدكتور الغوث أن الموريتانيين يسمون معطا الله وهذا هو الاسم الحقيقي لـعطيل الذي كتب عنه شكسبير.
من جهتها تناولت الدكتورة مباركة بنت البراء دور المرأة الموريتانية في بناء العلماء، وقالت إنه لا توجد مراجع مدونة عن دور المرأة الموريتانية وإنجازاتها، وإنما أعتمد فيما أذكره على المنقولات الشفهية، وإن غياب الموضوعات المتعلقة بدور المرأة يعود إلى اعتبارها كما هو الشأن في جميع الدول الإسلامية بأنها ليست مسؤولة عن إشاعة العلم، ومع ذلك فإن مساهمتها في الثقافة الموريتانية لا يمكن إنكارها.
وألقى عدد من شعراء الفصحى والعامية بعضاً من شعرهم الذي أثار إعجاب الحضور. وفي نهاية الحفل سلم الدكتور القحطاني شهادات تقدير للمشاركين الموريتانيين على وعد بإقامة ليلة ثانية ليتسنى لرواد النادي معرفةً أوسع عن الشعب الموريتاني الشقيق.