لم يكشف الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي سرا عندما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه كذاب.
ولكن الشيء الجديد، إذا ما صح، أن يأخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما كلام نظيره الفرنسي، على محمل الجد، وأن يتصرف مع نتنياهو على هذا الأساس، خاصة أن نتنياهو خذله بكذبه وبعدم تنفيذ اتفاقياته معه أكثر من مرة، لا مجال لذكرها، ولكن واحدة منها تكفي، وهي رفضه وقف الاستيطان وتوسعه في الضفة الغربية، مقابل استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
مسألة الكذب مترسخة في القاموس الإسرائيلي، وفي النهج السياسي لإسرائيل. ألم تقم إسرائيل على كذبة الوطن القومي؟ وتستعطف الرأي العام الغربي، على خلفية عدم تكرار الهولوكوست، وأنها محاطة بعالم متخلف وأنها واحة للديموقراطية فيه؟
لم يأت ساركوزي بجديد، أقله لنا في المنطقة العربية، إذ إننا نعرف إسرائيل عن كثب، ونعرف أنها دولة مزيفة مؤلفة من هجين ديموجرافي، لا تربطه إلا رابطة الصهيونية، لا الدين اليهودي، فالأنباء تنقل يوميا تقارير عمن سموا باليهود الروس الذين يتبعون الديانة المسيحية، ويهود الفلاشا الذين لا تربطهم أي صلة باليهودية، وقريبا سنسمع عن يهود من الهند سيتم استقدامهم إلى إسرائيل من أجل غلبة ديموجرافية مع من تبقى من عرب في فلسطين المحتلة، بعد عدة عقود.
لا يكفي أن يصف ساركوزي نتنياهو بالكذاب انطلاقا من مسائل شخصية، المهم أن يتخذ قرارات سياسية تعيد الحق إلى أصحابه.