أبدى مزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء الزراعية ارتياحهم من نشاط الرياح السطحية الهادئة التي تشهدها حالياً كافة مدن وقرى الواحة، مؤكدين لـ الوطن أمس أن هذه الرياح مواتية لتلقيح أشجار النخيل، لا سيما في الحيازات الزراعية المتقاربة، التي تزرع فيها أشجار النخيل الذكرية بالقرب من الأنثوية وتتم عمليه التلقيح تحت تأثير الرياح.
واستشهد شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي، بالآية الكريمة وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ، مشيراً إلى دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار, معتبراً الرياح لصالح النخلة، لافتاً إلى أن الوقت الحالي معروف لدى جميع مزارعي النخيل في الأحساء بأنه موسم تلقيح النخيل على اختلاف أصنافه.
وأشار المزارع محمد العلوي إلى أن الرياح التي تشهدها الواحة خفيفة، بينما المزارعون عادة يتخوفون من تعرض نخيلهم إلى هبوب عواصف شديدة في موسم التلقيح، وما يصاحبه من عدم إتمام التلقيح بصورة جيدة وينتج عنها أضرار في المحصول، وتصبح الثمرة غير ناضجة شيص، وسقوط بعض النخيل جراء تلك العواصف، وكذلك العواصف الحارة في الصيف التي قد تتسبب في إلحاق الضرر بالمحصول وجودته.
ويؤكد المزارع علي السعيد أن جودة المحصول للنخلة تعتمد على نجاح إجراء عملية التلقيح في مثل هذه الأيام وإتمام الإخصاب خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنه تتم عملية التلقيح طبيعياً بواسطة الرياح التي تحمل حبوب اللقاح إلى الإناث القريبة منها إلا أنها غير اقتصادية, لأنه يتطلب أعدادا متساوية من النخيل المذكر والمؤنث بالمزرعة، في الوقت الذي يسعى المزارع إلى كمية أكبر من الإنتاج، فيلجأ إلى تقليل نخيل الذكور قدر الإمكان، وتستخدم الطرق غير الطبيعية في التلقيح، حيث إن نخلة واحدة ذكرا تنتج حبوب لقاح تكفي لـ 25 نخلة مؤنثة.
إلى ذلك، تشهد بعض أسواق ونقاط البيع المنتشرة في كافة مدن وقرى المحافظة هذه الأيام حركة نشطة لبيع وشراء النبات من قبل المزارعين لتلقيح نخيلهم ومن قبل المصانع والشركات المتخصصة في الاستفادة من حبوب اللقاح وتحويلها إلى صناعات غذائية مثل ماء اللقاح الذي يستخدم كنكهة تضاف إلى الشاي تكسبه طعماً يفضله الكثير وغيرها من المواد الغذائية الأخرى.