14 آذار تطلق مرحلة جديدة من ثورة الأرز في مواجهة الانقلاب الأسود
كرس احتفال الذكرى السادسة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، خروج قوى 14 آذار بزعامة تيار المستقبل من الحكم، والطلاق مع محاولات رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تأليف حكومة مشاركة وطنية.
وأعلنت القوى السياسية المنضوية في 14 آذار تحولها رسميا إلى المعارضة مؤكدة ثوابتها وفي طليعتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والديمقراطية، ورفض بقاء السلاح غير الشرعي على كامل الأراضي اللبنانية. وأعلنت المعارضة الجديدة بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أمام 8 آلاف مشارك في الذكرى في مجمع البيال بوسط بيروت أنهم يتمسكون بثوابتهم الوطنية وعدم التخلي عن دم الشهداء والانطلاق إلى مرحلة جديدة من ثورة الأرز في مواجه ما وصفوه بالانقلاب الأسود.
وشكلت مواقف المعارضة الجديدة أمس نقطة تحول في مسار الأزمة اللبنانية حيث تستمر جهود ميقاتي لتأليف حكومة من لون واحد مطعمة ببعض الوجوه المستقلة والتكنوقراط.
وكشف الحريري في خطابه عن مضمون المبادرة السعودية ـ السورية فقال المبادرة قائمة على أساس أننا مستعدون للمشاركة في مؤتمر مصالحة يعقد في الرياض بحضور الرئيس ميشال سليمان ورئيس سوريا بشار الأسد وبعض القادة العرب وبرعاية الملك للمصالحة بين كل اللبنانيين دون استثناء، تصبح بعدها تداعيات القرار الاتهامي مسؤولية عربية جامعة، وإعلاء مصلحة الدولة وإزالة كل البؤر المسلحة على جميع الأراضي اللبنانية. وأضاف إذ بنا مرة جديدة نقابل بمنطق يريدنا أن نستسلم، فهم يعتبرون أنهم أكبر من لبنان وجوابنا أننا من مدرسة ما (حدا أكبر من بلده)، وهم أنهوا (السين سين)، لأنهم لا يريدون المصالحة الشاملة وأنا أقول أمامكم لا عودة لـ (السين سين).
وتابع اعتقدوا أننا سنتنازل عن كل شيء مقابل البقاء في السلطة، وهي آخر هم لدينا، لهذا ذهبنا إلى الاستشارات رغم تهديد النواب بالانتقال إلى ضفة أخرى، بالرغم من وقوفهم أمام الناخبين وتعهدهم بالدفاع عن المحكمة ورفضهم لأي وصاية، فحصلوا على أصواتهم. وأوضح الحريري نحن لا نتمسك بالسلطة، بل بنظامنا الديمقراطي ومبروك عليهم الأكثرية المخطوفة بقوة السلاح، والأكثرية المسروقة من إرداة اللبنانيين.
أما عن وسطية ميقاتي فقال لا وسطية بين الجريمة والعدالة ولا وسطية بين عروبة لبنان وبين محور إقليمي لا علاقة له بالعروبة، والأهم لا وسطية بين الصدق والخديعة وبين العقد والخيانة.
وحول المحكمة الدولية قال هذه المحكمة ستوجه الاتهام إلى أفراد ولن تلقيها جزافاً عليهم، بل ستستند إلى الأدلة والبراهين، وعندها إذا أراد أحد أن يضع نفسه في خانة المتهمين فهذا خياره، أما نحن سندعم المحكمة وقرارها وحكمها.
وأوضح هناك من يريد أن يضع كلامي في مواجهة طائفة، فنحن لم ولن نكون في معرض مواجهة مع الطائفة الشيعية أو أي طائفة من طوائف لبنان، هذه مدرسة رفيق الحريري العربية والإسلامية، وهي مدرسة تعلو فوق الطوائف.
وأضاف حتى عندما وافقنا على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وافقنا لأننا اعتبرنا أن المقاومة للدفاع عن لبنان وخدمة لبنان وليس لبنان خاضع بدولته وجيشه ودستوره بحجة المقاومة، نحن لا نقبل السلاح ولا الخضوع للسلاح عندما يوجه لصدور اللبنانيين.
وشدد على أن السلاح الموجه إلى اللبنانيين هو سلاح فتنة والفتنة لا تخدم إلا إسرائيل.
وبدوره هدد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بـ ثَورات أرز لا نهاية لها حتى اقتلاع المرض من أساسه هذه المرة. وقال لن ندع الانقلاب الأسود الذي قام به ذوو القمصان السود والذي أفرز أكثرية وهمية سوداء، ينال من عزيمتنا، فإن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم وليس في سلاحهم.
من جانبه، شدد الرئيس الأسبق أمين الجميل على رفض التنازلات، لكنه عاد وأكد أنّ أيّ مشاركة في الحكومة لا يجوز أن تكون على حساب الشهداء، أو العدالة، أو سيادة الدولة على كل أراضيها.