المدينة المنورة: خالد الجهني

سيدات يؤيدنه وأخريات يرفضنه ويعتبرنه معيباً

يلزم عدد من الفتيات والسيدات سائقيهن بفتح الأبواب لهن عند الصعود والنزول من السيارة بداعي الإيتكيت، في الوقت الذي ترى أخريات أن في ذلك التصرف كثيرا من التكلف والغرور، ويرفضن هذا التصرف من قبل السائقين.
اختصاصيون يسمون ذلك التصرف بـالوقار الإضافي ويؤكدون أن الرفاهية تكلف صاحبها مالا، وأن البعض يتبع ذلك السلوك لسد نقص يراه في نفسه.
الطالبة الجامعية مرام محمد لا تجد حرجا من أن تطلب من سائقها الخاص أو من زوجها فتح باب السيارة عند إيصالها للجامعة، أو المشاوير الأخرى، وذلك لتعودها على ذلك منذ صغرها.
ورغم أن البعض يصفها بالغرور – حسب قولها – إلاّ أن ذلك بنظرها وبنظر البعض من صديقاتها كما ذكرت يعد فناً من فنون الإيتكيت.
تقول مرام والدتي اعتادت على أن تطلب من السائق فتح باب المركبة عند إيصالها إلى المدرسة التي تعمل بها، رغم انتقاد والدي لها، لكنها استمرت بذلك. وأضافت أن السائق يأخذ مبلغا إضافيا من المال على راتبه، مقابل فتح وإغلاق باب السيارة.
وبينت مرام أن بعض زميلاتها بالجامعة يعارضن ذلك السلوك بشدة، فيما تؤيد أخريات ذلك، ويرين أنه حق من حقوقها الخاصة.
وأشارت إلى أن زوجها في شهر العسل كان يفتح لها باب السيارة عند ذهابهما إلى المطاعم وكذلك الأسواق، إلا أنه بعد ذلك حاول التملص، ولكنها نجحت في إقناعه بالاستمرار في ذلك، رغم أنه يلاقي سيلا من التعليقات من أصدقائه مثل سواق المدام وفاتح الأبواب.
وترى أم حسام أن فتح السائق لباب المركبة دليل على التحضر، خاصة عند الذهاب لمناسبات خاصة، وكذلك عند مراكز التسوق لإعطاء السيدة نوعا من التدليل، وفي الوقت نفسه تشعر أنها تمارس دور سيدات الأعمال والشخصيات المهمة.
وأضافت أنالسائق الخاص لدى العائلة تم تعليمه طريقة فتح الباب، والإغلاق بلطف، وأن يحرص على عدم النظر بمن ينزل أو يصعد، وكذلك أن يقف بشكل جانبي للمركبة، ويجب عليه أن يكون بمظهر لائق من لباس وغيره.
ويقول أبو ياسر (سائق تاكسي) إن بعض السيدات يطلبن منه فتح باب المركبة عند وصولها إلى المكان المتفق عليه، وخاصة عند توصيل طالبات الكليات.
وأضاف أنه ينفذ تلك التعليمات كنوع من المجاملة، وحرصا على رزقه، ويرى أن ذلك حق من حقوقهن، لأن عمله يتطلب أن يلبي للزبون رغبته حتى لا يخسره.
وقال السائق أبو محمد وهو بالعقد الخامس إن سيدة طلبت منه فتح الباب عند توصيلها إلى مناسبة زواج بأحد الفنادق، وطلب منها 10 ريالات مقابل ذلك مشيراً إلى أنه لا يهتم باتباع الإتيكيت قدر اهتمامه بكسب قوة يومه.
ويقول أبو زهير ليس عيبا أن أفتح الباب لزوجتي، بل إن ذلك يدل على اهتمامي بها في جميع الأوقات. خاصة وقت المناسبات كما أني افتح لها الباب، منذ زواجي قبل خمس سنوات حتى اليوم ولن أهتم بنظرة المجتمع. وأضاف أنه عند توصيل زوجته إلى قاعة المناسبات يجد نظرات الفضول من الآخرين عندما ينزل، ويفتح لها باب المركبة بكل محبة واحترام.
فيما يرى فهد أن ذلك عيب وأن فتح الباب لزوجته ينتقص من قيمة الرجل، وذهب إلى أنه لا يفتح أبواب المركبة سوى لوالديه، وكذلك للكبار بالسن أو المرضى، أما غير ذلك فهي تقاليد ليس لها معنى، مشيرا إلى أنه يشاهد بعض السائقين والأزواج يفتحون أبواب السيارات عند الأسواق والفنادق.
فيما تقول سارة (موظفة حكومية) إنه كان لديهم سائق خاص، وكان يلبس لباسا خاصا، وعندما أوصلها أول المشاوير فوجئت بترجله عن المركبة ليفتح لها الأبواب، إلاّ أنها طلبت منه ألا ينزل من السيارة عند إيصالها، ولا يفتح لها الأبواب، حيث تقوم بفعل ذلك هي بنفسها دون الحاجة إليه.
وذكرت سارة أنها تشاهد بعض الفتيات يلزمن السائق بفتح باب المركبة، مشيرة إلى رفضها ذلك التصرف.
إلى ذلك قالت الاختصاصية النفسية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل كفراوي إن ذلك يطلق عليه الوقار الإضافي، وهو أن الإنسان يجد نفسه يستحق تلك الخدمة مثل فتح باب المركبة عند الوصول إلى مكان العمل أو غيره، ويدفع ثمن ذلك ليس نقصا أو عيبا في الإنسان.
وأشارت إلى أن الرفاهية تكلف صاحبها مالا، وهو ما ينطبق عند إضافة مبلغ معين نظير عمل ذلك السائق، ودائما تكون بعض الطبقات تفضل ذلك العمل. كما أن فتح باب المركبة للزوج لن ينقصه شيئا إن كان تم بالاتفاق مع زوجته التي يرضي رغبتها، ويدفع الحياة بينهما إلى الأمام.
وذهبت كفراوي إلى أنه ربما يكون الشعور بالنقص لدى البعض حيث يرى أنه بتلك الطريقة يعوض ما يجده مفقودا لديه أو هي طريقة لجذب انتباه الآخرين.