بعد وفاة الوزير الدكتور غازي القصيبي قبل سنتين قدمت الصحافة السعودية تغطية بالغة الروعة عن مشوارالوزيرالراحل في العمل الإداري والسياسي والأدبي.. ظهرت للعلن نقاط
بعد وفاة الوزير الدكتور غازي القصيبي قبل سنتين قدمت الصحافة السعودية تغطية بالغة الروعة عن مشوارالوزيرالراحل في العمل الإداري والسياسي والأدبي.. ظهرت للعلن نقاط وشهادات مهمة في مسيرة الوزيرالراحل، قلت حينها ـ متألما ـ ألم يكن جميلا لو نشرت تلك المآثر والإشادات في حياته رحمه الله؟!
ألم تكن لتصبح أثرا مؤثراً لو قرأها الرجل في حياته قبل مماته؟
خلال الأيام الأربعة الماضية أعاد التاريخ نفسه ـ لكن بشكل أوسع وأكبر وأشمل بكثير هذه المرة ـ حينما برعت الصحافة السعودية ونجحت نجاحاً فريداً ـ غير مسبوق في تاريخها الحديث ـ في تغطية رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله.
أحداث بارزة في حياة المغفورله لم تكن ظاهرة للعلن تم إظهارها.. حكايات ومواقف سياسية وإنسانية مؤثرة تم الكشف عنها.. أحاديث تمت إعادة إذاعتها مجدداً.. صورجميلة تم إظهارها.. أحداث مهمة تم تسليط الضوء عليها.. تصريحات معبّرة، ولقاءات مهمة، تمت إعادة نشرها.. جوانب كثيرة ظهرت خلال الأيام الماضية.. عاودني السؤال: لماذا لم تقم الصحافة بهذا العمل الصحفي الاحترافي قبل وفاة الأمير؟
لا ينبغي أن تكون علاقتنا بالقول والفعل الحسن المؤثر مرهونة بوفاة الإنسان.. فلا تخرج مشاعرنا إلا بخروج روحه.. إطلاع الإنسان على مشاعر الآخرين الجميلة في حياته هو نوع من التكريم الشعبي غير المباشر له.
الإنسان حينما يموت ليس بحاجة لكل ما يقال عنه.. حاجة الإنسان للثناء أثناء حياته قبل مماته.
كم هم الذين يعيشون بيننا اليوم ونحمل لهم الكثير من الذكريات الجميلة والمشاعر الصادقة.. هل ننتظر حتى يموتوا كي تخرج مشاعرنا؟
كم هم الأفذاذ الذين ينثرون البهجة في حياتنا، هل ننتظر موتهم حتى نبادر إلى البوح بمشاعر الفقد والوداع؟
كم هم الأحباب الذين يملؤون حياتنا بالفرح.. هل ننتظر حتى يرحلوا عنا حتى نظهر مشاعرنا تجاههم؟