انتصرت ليبيا على أحد أساطين البغي والطغيان، لكن ما فعله بعض الثوار من تقليب جثة القذافي أمام الكاميرات، يعد فعلا تدينه شريعة الله.

انتصرت ليبيا على أحد أساطين البغي والطغيان، لكن ما فعله بعض الثوار من تقليب جثة القذافي أمام الكاميرات، يعد فعلا تدينه شريعة الله.
نهى نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، عن التمثيل بجثث الكفار، فكيف بجثة مسلم، أوهكذا نحسبه عند الله، مهما بلغ من درجة الفسوق والطغيان، وكان المفروض الاكتفاء بصورة واحدة تثبت للرأي العالمي موت القذافي، دون التمثيل بالجثة، لأن للميت حرمة، ولجسد الميت حرمة، والإسلام حفظ حرمات المسلم ميتاً وحياً.
بعيداً عن البعد السياسي في صورة القذافي ميتاً، وهي الصورة الأكثر تداولاً في كل وسائل الإعلام العالمية في الأيام الماضية، إلاّ أن هناك أدبيات دنيا في نقل وتداول الصورة الإعلامية، وكيفية التعامل معها، خاصة إذا كانت الصورة صورة آدمي ميّت لاروح في جسده.
لانستغرب أبداً، عرض صورة القذافي ميتاً بذلك الشكل المخزي، في قنوات الغرب، لأن الغرب لا يحتكمون لا للأدبيات المهنية ولا للنصوص الشرعية، وكل ما يهمهم صورة يهللّون عليها ويتغنّون ليل نهار، لكنّ المخزي فعلاً أن تُظهر تلك الصورة قنوات تحكمها شريعة الله في النهاية، وتبقى أياما وليالي، تعرض جسد القذافي وهو شبه عار، وأظن أنها لم تكن لتمانع أن تنقل الصورة حتى لوكان جسم القذافي عارياً بالكامل.
إن صورة القذافي التي تداولتها وسائل الإعلام العربية والعالمية، لاتخدم الثورة الليبية المنتصرة بأيّ شيء، بل هي في صالح القذافي مئة بالمئة، وكان المُفترض ممن يديرون الآلة الإعلامية المصاحبة للثورة، أن يكتفوا بصورة واحدة تظهر وجه القذافي ميتاً، دون أن تصوره بالكاميرات من مختلف الجوانب، ذلك تطاول شرعي على حرمة ميت، وتشويه سافر للوجه الإعلامي للثورة الليبية الحرّة والنبيلة، وإن كان الثوار الليبيون يرون في تقليب قطعة جلد لاروح فيها شجاعة فهم مخطئون، لأن ذلك جبن لايليق بثوار ليبيا المستقبل، لا ليبيا التشفّي والانتقام وتصوير الأموات العراة.
كنا نتمنى ان تبقى صورة الثورة الليبية باذخة الجمال، دون نقطة سوداء في نهايتها