انشغل الجميع بمحاولة كسر الأرقام العالمية وتحطيمها نهائيا في مجتمعنا وأصبحت محاولة تسطير الأولويات شعارا يرفعه أغلب المهتمين بهذه المسابقات من أجل إزاحة ومنافسة عتاولة من سبقنا بعقود من الزمن باختراعاتهم واكتشافاتهم. بكل فخر قد حطمنا موسوعة جينيس وطمسنا معالمها بكثرة أولوياتنا المحلية بداية بأكبر قدر طبخ وأوسع صحن أرز احتضن بين جنباته عددا لا يستهان به من (البعارين) البالغة والخراف السمينة مرورا بأطول ثوب وشاورما وسفرة طعام وتعريجا على أضخم بعير وأجمل تيس وأحلى حصان ونهاية بعدد وفيات حوادث الطرق ومصابيها.
ولا يفوت الحديث عن أكثر الشعوب استهلاكا للأرز واللحوم والمواد الغذائية والسيارات وقطع الغيار والأدوية وأجهزة الجوال.
باختصار نحن شعب لا نحسن شيئا سوى التهام كل ما يقف بطريقنا، ولا عجب أن توجه لنا مستقبلا عدد من التهم أهمها أننا سبب لانقراض بهيمة الأنعام.
إلى متى وحالنا هكذا ازدياد في أعداد مصابي السكري والضغط والجلطات والسمنة المفرطة وتصلب الشرايين والأوردة. بحالنا هذا أصبحنا سوقا رائجة لكافة اختراعات واكتشافات كل الشعوب والمتقدمة وغير المتقدمة. نحن شعب سلبي لا نشارك إلا بأتفه الأولويات والاكتشافات، كل شعوب الأرض تتجاوزنا ونحن نتنافس بمزايين الإبل وزرع العصبيات القبلية ونعيد أيام الجاهلية الأولى لكن هذه المرة بأرقامنا القياسية المحلية.