لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، المدينة التي لا تستطيع الوصول إليها إلا عبر دهاليز تحويلات تتربص بأبنائها، لتقدم كل يوم ثلة منهم قربانا. سنون مضت وعمر منعطفات الموت تجاوز أعمار من وقعوا في شركها!
لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، ويشاركني العيش فيها مسؤول تنفيذي يغضبه الحديث عن حاجات أهلها، لأنه يسير على مبدأ ما ناقصنا إلا سلامتك طال عمرك. هو نفسه لا يستطيع العيش كامل العام فيها، لأنه لن يستطيع معها صبرا!
لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، وأدرك عندما أصحو يوماً فأجدها وقد ارتدت أجمل حللها أن هناك زيارة لمسؤول. أسأل نفسي دوماً هل أعيش في مدينة اليوم الواحد؟!
لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، لكن غالب أبنائها غير ذلك، لأنهم محرومون من جامعة يغادرون قاعاتها إلى ذويهم مباشرة، لا تعجب إن وجدتهم منتشرين في جامعات مدن أخرى تعادل مساحة بعضها أصغر حي في حفر الباطن.!
لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، وما زلت أمنّي نفسي برؤية اليوم الذي يدشن فيه مستشفاها المركزي، والآخر الذي علقت عليه منذ شهور لافتة مستشفى النساء والولادة وما زال موعد افتتاحه معلقاً. أمنّي نفسي بإنهاء مشروع المياه، وإرساء عقد الصرف الصحي، واكتمال الرصف والسفلتة والإنارة لجميع الأحياء، لا ما يسكنه صفوة القوم دون غيرهم. هل طلبت الكثير؟!
لمن يسأل.. أنا أعيش في حفر الباطن، ولا أريد العيش خارج حدود التنمية. أحب حفر الباطن، حتى وإن كانت غير صالحة للعيش الآدمي!
حفر الباطن تتحدث إليكم يا سادة.. فأنصتوا لها!