أبها: محمد مانع

إذا شاهدت مصابيح المركبات في المسار الآخر تضيء وتطفئ، فاعلم أنها بهدف التحذير من حملة مرورية تتربص بك.. هذا هو الواقع في بعض طرقات منطقة عسير لاسيما الرئيسة منها بدافع الفزعة، كما يسميها البعض وتجنيب الآخرين قسائم المخالفات.
الوطن رصدت تلك الممارسات في طريق الملك عبدالله الرابط بين مدينة أبها ومحافظة أحد رفيدة حيث تقوم إحدى دوريات المرور السرية بالتمركز في مكان خفي لرصد متجاوزي السرعة المحددة ومن ثم إبلاغ أفراد الحملة المتواجدين في الطريق برقم ونوع المركبة المخالفة، ليتم تحرير المخالفة بحق السائق، إلا أن الكثيرين أخذتهم الشهامة لإبلاغ السائقين المقابلين له في المسار الآخر بأن هناك حملة تفتيش من خلال إضاءة المصابيح الأمامية للمركبة، وإطفائها عدة مرات ومن ثم تهدئة السرعة وتفادي المخالفة.
وفي اتجاه آخر وتحديدا على طريق الملك خالد الرابط بين محافظتي أحد رفيدة وسراة عبيدة، تتم نفس العملية إلى درجة أن لغة المصابيح باتت متعارفا عليها بين أوساط السائقين عامة والشباب على وجه الخصوص، للحد من تأثير حملات المرور.
الشاب سعيد البشري من سالكي طريق الملك عبدالله بصفة يومية، أشار إلى أن الحملات المرورية تنفذ بشكل يومي وعلى فترتين صباحية ومسائية وأنه يعتمد إلى حد ما على مصابيح المركبات السائرة في الاتجاه الآخر لمعرفة ما إذا كانت هناك حملات مرورية من عدمها، لافتا إلى أنه يقوم أحيانا بدور المبلغ لتجنيب السائقين المخالفين لاسيما الشباب الذين يكون دخلهم المادي محدودا في الغالب على حد قوله.
ويشير الشاب خالد آل شلوان إلى أن إضاءة مصابيح السيارات وإطفائها باتت شيفرة يفهمها الكثير من الشباب، وأنهم يعمدون إلى تخفيف السرعة قبيل الوصول إلى الحملات التفتيشية، وقد يصل الأمر إلى الاتصال بالجوال من شاب لآخر لإبلاغه بموقع التفتيش لتفاديه.
ويؤكد المواطن علي آل ثابت أن غالبية سالكي الطرق لو تنبهوا لدلالات إضاءة المصابيح وإطفائها لخففوا من سرعتهم وربطوا حزام الأمان، وبالتالي لن تثبت عليهم المخالفة، وهذا يحد من تأثير حملات المرور إلى حد ما.
من جهته، اكتفى مدير مرور منطقة عسير العميد حنش بن عبدالرحمن الشهري بالقول إن نظام ساهر كفيل بضبط المخالفات في مواقع مختلفة وأزمنة متفاوتة من خلال الكاميرات المتنقلة والثابتة وصولا إلى تحقيق السلامة للجميع وليس لتحرير المخالفة بذاتها.