أبها: سامية البريدي

قال رئيس لجنة التنمية الاجتماعية في المنسك وعضو مؤسس نادي عسير التطوعي محمد العاطفي إن خريطة العمل الخيري في المملكة تصل موازنتها إلى ما يقرب من 900 مليون ريال سعودي، وإن عدد الجمعيات الخيرية 240 جمعية، منتشرة في طول البلاد وعرضها، منها 23 جمعية نسائية، وإن عدد أعضائها يصل إلى 49 ألف عضو، أكثر من 2.673 من النساء، ويبلغ عدد العاملين بها نحوا من 6.430 موظفا وموظفة.
جاء ذلك في ورقة بحثية قدمها العاطفي عن العمل التطوعي مساء أول من أمس في ديوانية الشيخ عوض القرني وبحضور عدد من المثقفين ومن محبي العمل التطوعي، حيث استعرض في ورقته عدة دراسات وأرقام وإحصائيات سعودية وعالمية.
وقال العاطفي إن أكثر من 90 مليون متطوع أميركي ينخرطون في جميع الأعمال الدينية والإغاثية والإنسانية بواقع خمس ساعات أسبوعيا في جميع التخصصات، ونصف الراشدين في أميركا يقومون بأعمال تطوعية بواقع 135 ألف ساعة سنويا، كما تشير الدراسات إلى أن موازنة المشروعات غير الربحية في بعض الدول العربية وصلت إلى 11 مليار دولار في سنة واحدة، بينما يصل الدعم الحكومي لهذه المؤسسات إلى 65%.
ثم بين العاطفي أن العمل التطوعي لدينا ليس له حضور ملموس في الواقع مرجعا أسباب ذلك إلى غياب مفهوم العمل التطوعي لدى المواطنين بعامة وغياب الوعي بأهمية العمل التطوعي المنظم لافتا النظر إلى أن لدينا أعمالا تطوعية بالفطرة لكنها عشوائية تفتقر إلى التنظيم والتنسيق.
كما نوه العاطفي إلى غياب الدعم المادي والمعنوي أو قلته وغياب الحوافز والتشجيع، كما أفاد بأنه أجري استبيان عن العمل التطوعي والذي شمل الكثير من الشباب، والذي أوضح أن 70% منهم لم تصلهم أي دعوة للمشاركة في أي عمل تطوعي وأن 38% منهم يخشون الارتباط بمسؤوليات و35% ليس لديهم الوقت الكافي، مما يدل على قصور متداخل ومزدوج بين رواد العمل التطوعي والمؤسسات الخيرية في توصيل رسالتهم للناس، وكذلك بين أوساط الشباب والمتعلمين الذين يجهلون رسالة العمل التطوعي، ويجهلون أيضا مردوده عليهم كأفراد ومجتمع.
كما أشار إلى أن الغرب سبقونا في كل مجالات العمل التطوعي حتى وصلوا حد الترف التطوعي مع أن دين الإسلام أعظم رسالة سماوية حثت على فعل الخير للناس وأن الشرع الحنيف رتب على ذلك أعظم الدرجات والأجور مستعرضا بعض الأدلة من القرآن والسنة التي تشير إلى ذلك.
ثم بين العاطفي معوقات العمل التطوعي لدينا في المملكة منها: انشغال عامة الناس بأنفسهم والاهتمام بتحسين مستوياتهم المعيشية، وعدم الثقة في القائمين والمشرفين على بعض الجمعيات التعاونية والذين يقفون وراء الجهود التطوعية من أصحاب النفوذ ومحبي الوجاهة أو على الأقل فهم الآخرين لهم على هذا النحو، وكذلك كثرة التعقيدات الإجرائية التي تضعها الجهات التطوعية في وجه من يريد الانتساب إليها، وعدم الترحيب كما ينبغي من قبل البعض بالمتطوعين.