أنقرة، طهران: أحمد ياسين، أحمد حسن، الوكالات

أشتون تحمل إيران المسؤولية وجليلي ينتقد التعليمات المسبقة

أسدل الستار على جولة المفاوضات الثانية بين إيران ومجموعة (5+1) في إسطنبول أمس بالفشل، وتبادل الطرفان الاتهامات وتحميل كل منهما للآخر مسؤولية هذا الفشل. وتركت المجموعة الدولية لإيران حزمة مقترحات، لم يكشف عنها، انتظارا لرد إيجابي منها قد يفتح الباب لجولة ثالثة من المفاوضات. وحملت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، إيران مسؤولية فشل هذه الجولة، وأبقت الباب مفتوحا على احتمالات عقد جولات جديدة إذا ردت إيران إيجابيا على مقترحات المجموعة التي طرحت عليها في إسطنبول.
وقالت أشتون في مؤتمر صحفي عقب انتهاء جولة المفاوضات، بعد إلغاء فكرة عقد مؤتمر مشترك مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، إن مجموعة (5+1) الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا جاءت إلى إسطنبول بمقترحات وأفكار عملية وصالحة للمناقشة، على أمل إجراء مناقشات إيجابية تفصيلية حولها إلا أن إيران لم ترغب في السير في الطريق نفسه، ما أدى إلى الشعور بالإحباط وخيبة الأمل.
وأضافت أن الشروط المسبقة من جانب إيران فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم والعقوبات المفروضة عليها أدت إلى انتهاء المفاوضات دون الوصول إلى نتيجة، وأصبح من الواضح خلال المفاوضات أن الجانب الإيراني لم يكن على استعداد لمجرد مناقشة الأفكار والمقترحات المطروحة إلا إذا تمت الموافقة على شروطه المسبقة.
وتابعت هذه الشروط المسبقة لم تكن هي الطريق الذي يمكن أن نسلكه، مؤكدة أنه يجب على إيران أن تثبت أن برنامجها النووي موجه للأغراض السلمية. وأشارت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تصل إلى قناعة حول هذا الأمر حتى الآن.
وحول ما إذا تم الاتفاق على عقد جولة ثالثة من المفاوضات، قالت إنه ليست هناك خطط حتى الآن لعقد مفاوضات جديدة، لكنها أشارت إلى أن مقترحات المجموعة ستظل مطروحة على الطاولة وسيعلق الأمر بإيران ومدى قبولها للمقترحات أو بعضها، وبناء عليه سيتحدد ما إذا كان من الممكن عقد جولة ثالثة من المفاوضات.
وأضافت أشتون أبوابنا مفتوحة، وخطوط هواتفنا مفتوحة، ويمكن أن تستمر العملية إذا كانت هناك ردود إيجابية من جانب إيران، ونحن في انتظار الرد الإيراني.
ومن جانبه اتهم سعيد جليلي مجموعة الدول الخمس بمحاولة فرض تعليمات على إيران بدلا عن الحوار والتعاون معها لحل المشاكل بالطرق السلمية. وأكد في مؤتمر صحفي منفصل أن الطرفين بحاجة إلى التوصل لحكم مشترك يحقق مصالحهما معا. وشدد على أن أي اتفاق بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي يجب أن يعتمد على حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية.
وذكر جليلي أن الوفد الإيراني جاء إلى إسطنبول وهو يحمل وجهة نظر إيجابية ووسائل عملية، لافتا إلى أن قدرات إيران لا يمكن لأحد أن ينكرها ويمكن للدول الأخرى أن تتعاون معها في العديد من المجالات.
في الوقت نفسه ذكرت مصادر دبلوماسية أن جولة ثالثة من المفاوضات قد تعقد في دولة أوروبية، وليس في جنيف أو إسطنبول، إذا أبدت إيران ردا إيجابيا على المقترحات. وفي السياق، قال مساعد جليلي، أبو الفضل ظهروند: إن إيران رفضت طلبا تقدمت به أشتون بعقد اجتماع ثنائي مع الولايات المتحدة خلال محادثات إسطنبول. وتابع أنه ليست هناك حاجة لعقد مثل هذه المحادثات إن لم تكن مرتبطة بالاجتماع المنعقد في إسطنبول بشأن البرنامج النووي الإيراني. واتهم ظهروند مجموعة (5+1) بعدم التعاون مع الوفد الإيراني والتفاعل مع مقترح جليلي لإخراج المفاوضات من الطريق المسدود، متوقعا إجراء جولات مماثلة في المستقبل، دون تحديد موعدها.