قررت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة أن يكون عام 2011

قررت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة أن يكون عام 2011
عاماً للشاعر والأديب البنغالي الهندي رابندرانات طاغور، كأول مبدع من خارج أوروبا فاز بجائزة نوبل للآداب ، ولد طاغور عام 1861 م في ظروف المجتمع القاسية والحرجة ، فبلاده متعددة القوميات والأديان ، والمذاهب ، والثقافات ، تكرّس فيها تمييز طبقي حاد ، بين طبقات في أعلاها محتلون ومهراجات وإقطاعيون ، وفي أدناها منبوذون ومعدمون ، يتحدث أهلها 850 لغة مكتوبة وغير مكتوبة كتب طاغور الشعر ، والمسرح ، ومارس التعليم والرسم والموسيقى ، وعرفه العالم فيلسوفاً وسياسياً ، وحكيماً ومصلحاً دينياً في بلاده فعائلته تنتمي إلى الديانة البراهيمية والسيخية ، لكن طاغور كان له رأي آخر في الديانات التي تقدس التماثيل والبقر أو غيرها فكان يقول : عندما أذهب إلى الغابة وأرى عظمة الأشجار ، والجبال ، والطيور ، والمخلوقات كلها ، أعرف بأن هناك إلهاً واحداً لا يُرى ، ولكن يجب أن يُعبد، فالذي خلق كل هذه الأشياء العظيمة هو بالتأكيد أعظم منها ، لذا فهذا الإله يستحق العبادة ويقول طاغور مخاطباً الاستعمار البريطاني : إنني أفضل أن أكون بدويا متنقلاً تحت قدمىّ رمال الصحراء بدلاً من أن أكون ذا وجه قد حفرت ابتسامات العبودية فيه أخاديد .
وعن نزعته الرومانسية المبكرة التي تمزج ما بين مفردات الطبيعة والمشاعر الذاتية الصادقة والوفية يقول عزت عمر وهو يتحدث عنه في الذكرى الـ 150 لولادته مبادئ كبرى نلتمسها في شعر طاغور ، وفي مركز هذه المبادئ يكمن الحب كقيمة إنسانية عليا ، بعيداً عن طروحاته الفلسفية المثالية ، فالعالم معني بأشعاره التي لقيت انتشاراً واسعاً في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، حيث قدم لديوانه قربان الأغاني الشاعر الإنجليزي وليام بتلر ييتس ، وبهذا الديوان حاز طاغور على جائزة نوبل عام 1914م ، الأمر الذي أكد شاعريته الكبيرة ، واعتراف الغرب مبكراً بهذه الموهبة الفذة يقول طاغور :أيها العابر أنت وحدك كيف يمكنك أن تبصر المجهول الكامن في أعماقك ؟ لقد تابعت أثناء الليل السير في الدرب الذي لم تطرقه من قبل ورأيت المرشد في السماء ، وكنت تسير وحدك ، وتسلقت وحدك القمة العالية التي تسافر منها نجمة الصباح في رحلة مع النور . وحول موقف الاستعمار من أفريقيا وإذلال شعوبها بالعبودية ، وتصديرهم بقوارب الشحن ، وربطهم بالسلاسل إلى أوربا وأميركا لكي يعملوا هناك في الأرض يقول طاغور : يا أفريقيا المحمية بالشمس المتدثرة بحجاب ، ترقد إنسانيتك تحت نظرة كدرة عامرة بالاحتقار ، وصل صيادو البشر بجذوعهم الحديدية وبمخالبهم التي تفوق في حدتها مخالب النمور ، وقد أعمى أفكارهم الغرور فكانت أشد ظلمة من غاباتك ، والطمع القاسي للإنسان المتمدن عرض نفسه عارياً في خزيه البشري .