في المناطق المحيطة بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في جدة ستنتشر البلايين من البكتيريا والفيروسات في دائرة لا يقل قطرها عن 6 كلم، وقد يزيد هذا الطول أو يقل حسب قوة الرياح واتجاهها

تحدثت منذ أسبوعين في هذه الصحيفة تحت عنوان وأهلي وإن ضنوا علي كرام تحدثت في ذلك المقال عن المعاناة والتجريح من البعض فيما أطرحه من نظريات حول الأصل في تكوين براكين الحجاز وما يتبعها من زلازل، وقد طالبت ممن ينتقد طرحي أن يكون نقده علمياً بعيداً عن التجريح الشخصي، وأنا كما ذكرت سابقاً على أتم الاستعداد للحوار والنقاش في كل ما أطرحه من مادة علمية، سواء ذلك فيما أنشره من كتب أو في دوريات علمية أو ما أطرحه في وسائل الإعلام المختلفة، وأنا لا أنكر أن ما أطرحه قد يحتمل الخطأ، وأيضاً قد يحتمل الصواب، فمن يرى أن ما أطرحه خطأً، فسأكون له من الشاكرين إن هو أوضح لي خطئي!! على أن تكون حجته مبنية ومشيدةً على منهج علمي واضح، بعيداً عن الإسفاف والتجريح الشخصي، وإذا لم يستطيعوا أن يدركوا أو يهضموا ما أطرحه من مادة علمية فليعرضوا طرحي على خبراء عالميين، في علم البراكين والزلازل فإن شهدوا بصحة طرحي فليأخذوا به مأخذ الجد! صدقوني طال الزمن أو قصر فالتغير الجيولوجي قادم! يحفظ الله لنا حجازنا.
في مقالي السابق تحدثت أيضاً عن التحديات الخطيرة التي يمثلها إنشاء مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي المزمع إنشاؤها في الجنوب الشرقي لمطار الملك عبد العزيز الدولي، ويعلم الله أنني قد تحدثت كثيراً عن الانعكاسات المدمرة لهذا المشروع على جميع النظم البيئية لمدينة جدة، وما يعيش في هذه النظم من أكباد رطبة، ولم أقف عند هذا الحد بل بعثت ببرقيات لجل المسؤولين، أناشدهم إعادة النظر في إنشاء هذا المشروع، ولكن شركة المياه الوطنية كان لها وللأسف الشديد ما أرادت في هذا الشأن، ولكن أين يهربون من التاريخ؟ وبعد اليأس والإحباط الذي اعتراني من أخمص قدمي و حتى أعلى شعرة في رأسي آثرت السكوت، وكان الألم يعتصر كبدي لفشلي في إيضاح ما تتعرض له مدينة جدة، ولكن كما يقال كان التيار أقوى وأشد مني!
بعض الأصدقاء المخلصين وأخص بالذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سعادة الدكتور محمود بترجي، طلبوا مني العودة للكتابة في هذا الموضوع، لأنهم يدركون تماماً الأبعاد الخطيرة لهذا المشروع على سكان مدينة جدة، هذا المشروع الذي كلف الدولة المليارات كما يقال، أنا على يقين أن الدولة ستقوم بإيقافه بعد تشغيله ببضعة شهور، فمن سيكون المسؤول عن المليارات التي تم هدرها في هذا المشروع! تخيلوا يا أولي الألباب أن وزارة المياه والشركة الوطنية للمياه ستقذف يومياً حوالي مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي في الكورنيش الشمالي، وبالتحديد في منطقة ساحل النورس! اتقوا الله في مدينة جدة! ولكن ماذا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل! تخيلوا أن هناك أكثر من 610 مصبات لمياه الصرف الصحي تصب مياهها الآسنة يومياً في البحر الأحمر!! تخيلوا أن وزارة المياه والشركة الوطنية للمياه تقذف يومياً أكثر من نصف مليون طن من مياه الصرف الصحي على سواحل منطقة الخمرة!! أنا لا أهول بل هي الحقيقة التي نطقت بها ألسنتهم، وأنا مستعد للحوار مع أي كان وفي أي مكان، لأوضح الأخطاء التي ترتكب في حق بحرنا الأحمر، ويعلم الله كم سيكون عددها، سأوضح لكم الانعكاسات الخطيرة لهذه المحطة، على جميع النظم البيئية في مدينة جدة ومن هذه النظم ما يلي:
أولا: المناطق السكنية المحيطة بمحطة المعالجة، من هذه المنطقة ستنتشر البلايين من البكتيريا والفيروسات في دائرة لا يقل قطرها عن 6 كلم، وقد يزيد هذا الطول أو يقل حسب قوة الرياح واتجاهها. وهذا أيضاً ينطبق على المطار نفسه، فكم هم الأطفال والنساء والشيوخ الذين سيكونون عرضة للإصابة بهذه البكتيريا والفيروسات الممرضة! ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من أحواض الترسيب، وعلى رأسها كل من غاز كبريتيد الهيدروجين، الذي يتسبب استنشاقه بصفة متكررة في هتك أنسجة الرئة، نظراً لتحوله في حويصلات الرئة إلى حامض الكبريت أو ما يعرف بماء النار( ماء البطاريات) وأنا مسؤول عما أقوله، أما الغاز الآخر فهو غاز الميثان Methane هو شقيق غاز البيوتان Butane الذي يستخدم في الطبخ في منازلنا, وهو سريع الاشتعال عديم اللون والرائحة، أما الرائحة التي نشمها عند تسربه من أسطوانة الغاز فهي مادة كبريتية تضيفها الشركة المصنعة للتحذير منه في حالة تسربه. فمن يا وزارة المياه يتحمل مسؤولية إصابة هؤلاء الناس بهذه الأمراض؟
ثانياً: مطار الملك عبد العزيز الدولي: وللمطار حكاية أخرى، حكاية.. صدقوني إن أخبرتكم أن لهذه المحطة تأثير على سلامة الملاحة الجوية، وقد تتسبب في كوارث جوية لا سمح الله, المقام لا يسمح بمزيد من الاستطراد، وللحديث بقية.