مقطع اليوتيوب الذي انتشر في وسائط الإعلام الجديد، قدم لنا وجهاً آخر لبعض مسؤولينا.. لم أستغرب أبدا.. قلت في غير مكان: ما خفي كان أعظم، وأضيف: القادم أفظع!
كانت يد أمين منطقة عسير تسد الشاشة.. ولكثرة ما لوّح بها ـ كأنها مروحة قش ـ ابتعدت عن الشاشة.. خشيت أن ينالني من الحب جانب!
الغريب أنني تركت الحكاية التي أشغلت الناس وذهبت أبحث عن حاجتين!
الحكاية الأولى حكاية فهد.. فهد هذا يستحق التكريم.. لأننا بمجرد ما سمعنا اسمه انتهت الحكاية، وكأن لم تكن، وعادت المياه إلى مجاريها.. نريد استنساخ فهد.. والذي أعجبني أكثر أن ثمة تنسيقا مسبقا، بين الأمين وفهد.. بمجرد أن قال الأمين: فهد.. وقالها بطبقة صوت معينة.. حتى انتهت الحكاية.. والخطأ خطأ المواطن نفسه.. يفترض أن يتأكد أولا من وجود فهد.. هل فهد موجود أم لا؟! ـ لماذا يأتي ويعرض نفسه لهذا الموقف المحرج طالما كان يعلم بوجود فهد؟!
النقطة الثانية التي أثارت استغرابي هي وجود شخص ضمن الموجودين مدجج بالسلاح!
بالمناسبة لم يسبق لي أن شاهدت أي أمير أو وزير يرافقه شخص مدجج بالسلاح بهذه الطريقة العجيبة.. ما هي حكاية هذا الرجل الذي يتمنطق بعدد هائل من الرصاص؟ هل ظن الأمين نفسه في ساحة معركة مثلا؟
وحتى نعرف لغز هاتين الحكايتين، سأعود سريعاً للحكاية الأم: مواطن جاء يعرض مشكلته على مسؤول.. المسؤول ضاق ذرعا به.. وبدلا من أن يذهب ويتقدم باستقالته لأنه لم يعد قادرا على تحمل أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقه.. أو يتقاعد من عمله.. سلك الطريق الأسهل وقام بطرد هذا المواطن!
السؤال الحقيقي الذي توقفت أمامه: إن كان هذا تعامل أمين منطقة تتبع له عشرات البلديات والأقسام والفروع وآلاف الموظفين.. فكيف إذن بتعامل بقية الموظفين؟
وإن كان هذا تعامله أمام الكاميرا، فكيف سيتعامل بعيدا عن الكاميرا؟
ربما الرجل سيغادر المنصب، كما غادره غيره.. لكنهم للأسف لا يغادرون إلا بعد أن يتركوا هذه البصمات السوداء.