حقق إنجازات الحصول على كؤوس عالم والتأهل للمونديال وقاد لحصاد مئات الميداليات وطور اللوائح وآليات العمل
إذا كان الأمير سلطان بن فهد قد غادر منصبه رئيساً عاماً لرعاية الشباب، ومكتبه في مبنى الرئاسة، فإن الأمير «الإنسان» لن يغادر إطلاقاً صفحات التاريخ، وقلوب الرياضيين الذين عرفوه إنساناً راقياً ومتسامياً عن الصغائر، وقريباً من الخير ودواعيه.
ومنذ عام 1999، وهو العام الذي عين فيه رئيساً عاماً لرعاية الشباب خلفاً لـ«فقيد الرياضة السعودية والعربية والدولية » الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، والأمير سلطان يسير على نهج الفقيد، وأسهم بصورة مباشرة في توالي كثير وكثير من المكتسبات والإنجازات الإقليمية والقارية والدولية للرياضة السعودية عامة وكرة القدم خاصة.
مع التاريخ
وللحق والتاريخ، فإن الأمير سلطان بذل كثيراً من العمل والجهد للرياضة والرياضيين ولشباب هذا الوطن بما أتيح له من إمكانات، وأولى كرة القدم خصوصاً عناية كبرى، وليس من الإنصاف أن تختزل مسيرته وعمله في نتائج كرة القدم، ومع ذلك ، تبقى كرة القدم هي الواجهة الكبيرة التي يراها الناس أينما كانوا ويحكمون من خلالها على نجاح العمل أو فشله، لأنها اللعبة الشعبية الأولى، ولأننا نرتبط معها بتاريخ من الإنجازات على مستوى القارة، أو التأهل لنهائيات كأس العالم، وكذا مكتسبات أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون منه متابعة كبيرة.
وكان الأمير سلطان بن فهد المولود في الرياض عام 1951 وهو الابن الرابع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، قد تولى عدداً من المناصب العسكرية، وهو من خريجي أكاديميـة سانت هيرست العسكرية الملكية البريطانية ثم انتقل للمجال الرياضي مطلع التسعينات من القرن الماضي عندما عين نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب، وفي 1999 عين رئيساً عاماً لرعاية الشباب، وفي 15 يناير الجاري صدر أمر ملكي بإعفائه من منصبه بناء على طلبه.
مناعة ضد التحديات
وواجه الوزير الثالث لرعاية الشباب السعودية خلال فترة عمله رئيساً للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورئيساً للجنة الأولمبية السعودية، ورئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم تحديات لا حصر لها, من أبرزها التحديات الإعلامية التي استفادت إلى حد بعيد من مساحة سعة ورحابة الصدر عنده، حيث لم يلجأ إلى أساليب العقاب أو التضييق على أي قلم حتى لو انتقد قطاعات الرئاسة الكثيرة, وإن كان يغضب أحياناً من التجنيات وعدم المصداقية في الرأي وعدم التأكد من المعلومة والبناء عليها.
وصمد الأمير سلطان 18 عاماً أمام تلك التحديات وحافظ كثيرا على المنجزات السعودية للمنتخبات السعودية التي تحققت في عهد سلفه الأمير الراحل فيصل بن فهد.
مكتسبات مشرفة
وكان من أبرز إنجازات الأمير سلطان على صعيد المنتخبات السعودية الثلاثة لكرة القدم على المستوى الإقليمي والعربي والقاري، حصول المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم على كأسي العالم عامي 2006 بألمانيا و2010 في جنوب إفريقيا في مكتسب غير مسبوق، والتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان وبطولة كأس العرب بالكويت 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ15 بالرياض 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ16 بالكويت 2003، وذهبية دورة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة عام 2005م، والتأهل لكأس العالم 2006 في ألمانيا.
كما حقق المنتخب السعودي لدرجة الشباب عدداً من الإنجازات من أبرزها التأهل لنهائيات كأس العالم العاشرة في نيجيريا 1999 والتأهل لنهائيات كأس العالم 2003 في الإمارات.
وحقق المنتخب السعودي للناشئين عدداً من الإنجازات في عهد الأمير سلطان، ومن أبرزها الحصول على كأس بطولة سابك الثانية للناشئين (تحت 17 سنة) لكرة القدم لدول مجلس التعاون بالرياض 2002 وكذلك كأس البطولة الثالثة بقطر 2003.
وبخلاف تلك الإنجازات الحيوية والغالية والثمينة حققت الرياضة السعودية طفرة متقدمة جداً، وخاصة في المجال الإداري والتنظيمي المتعلق بنظام الاحتراف حيث تم تجديد كافة النظم واللوائح وتشكيل اللجان وتطوير ملف الاحتراف بالكامل.
ولم تقف إنجازات الأمير سلطان عند هذا الحد بل طالت الإنجازات الألعاب الأخرى حيث تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، وحققت المنتخبات السعودية الأخرى ومنها منتخبات ألعاب القوى والفروسية كثيراً من الإنجازات على الصعيدين العربي والعالمي كما وصلت إنجازات المنتخبات السعودية في عهده للتواجد الدائم والمؤثر في دورات الألعاب الأولمبية حيث حصد عدد من الأبطال السعوديين كثيراً من الإنجازات والميداليات الملونة التي نقلت الرياضة السعودية للساحة العالمية.
وأحاط الأمير سلطان اهتمامه الجم بالمدربين الوطنيين حيث عهد لهم بتدريب عدد من المنتخبات السعودية في كافة الألعاب، وكانوا عند حسن ظنه وحققوا عدداً من الإنجازات في المحافل العربية والعالمية.
القرار الشجــــاع
جاء قرار الأمير سلطان بن فهد بالابتعاد، وبالتالي أفسح المجال لتسليم دفة القيادة الرياضية والشبابية إلى نائبه الشاب الأمير نواف بن فيصل بن فهد بمثابة شجاعة كبيرة لا يقدم عليها إلا قلة قليلة من الرجال حينما يشعرون أن هناك معوقات تقف حائلا أمام تحقيق النجاح المتكامل الذي ينشدنونه, فضلاً عن رغبته إعطاء جيل جديد الفرصة ليقدم ما لديه من عطاءات ومجهودات قد تسهم في تحقيق المزيد للرياضة والشباب في المملكة، وحظيت هذه الخطوة بتقدير كبير ممن يثمنون ما قام به للوسط الرياضي السعودي والعربي طيلة فترة ليست بالقصيرة.