سعد أحمد

في السابق عندما كان يريد الصديق أن يدعو على صديقه يقول له جعلك تبني ذلك لما عرف عن مشقة البناء، وكثرة طلبات المقاولين، وتعكيرهم الماء الصافي لذلك الحالم ببيت المستقبل، وعدم استجابة صندوق التنمية العقاري، للطوابير المتقاطرة، لطلبات المواطنين المتراكمة. الآن استبدلت تلك الدعوة، بدعوة أخرى، دعوة جديدة متواكبة، وهي أحدث وأمر، ليس لأن الدعوة السابقة تم معالجتها، لا بالعكس بل لأنها اندثرت لعزوف الكثيرين عنها وبلعتها الأرض، ولعدم استطاعة تلبية احتياجاتها.
الدعوة الجديدة بدت تتداول بين الناس بقولهم جعلك تتاجر وهي الدعوة السائدة حالياً بين الأصدقاء، لما يجابهونه لكثير من الحواجز المانعة للدخول في التجارة والكسب بعمل مستقل والإيفاء بمتطلبات الحياة. راجعنا بعد أسبوع كانت على أقل تقدير تنجز عملاً في عصر سابق، أما في وقتنا الحالي ومع التقدم ووجود التكنولوجيا فقد تطول الإجراءات لإنهاء متطلبات عمل تجاري تتعدى السنة، من ذهاب وإياب، وتصديقات ورسوم، ودفاع مدني ومواصلات وجوازات وبلدية وتراخيص من هنا وهناك حتى يسأم المدعي أنه تاجر من كثرة الطلبات وطول الإجراءات ويصل به الأمر إلى التكاسل وتتثبّط معنوياته التي كانت منتشية في سابق عهده بذلك الطموح. بكل صراحة ألا يستطيع التاجر الصغير الذي لم يجد عملاً بديلاً من أن ينهي جميع إجراءاته بكبسة زر، وليس كبسة رز؟!