نؤمن أن الإعلام هو السلطة الخامسة، والرقيب الأول على أداء مؤسسات الدولة.. لكن هذا الإيمان لا ينطبق على الإعلام الرسمي! ونرى كثيراً من المسؤولين والأكاديميين يخطب ود الإعلام الخاص، خاصة إذا كان يملك كاميرا ذات دقة عالية أو مذيعات جميلات، فلا يتردد بالظهور لديهم في أي وقت وللتعليق على أي موضوع، حتى ولو كان لا يمت لعمله وتخصصه بصلة، بينما كثير منهم يرفض الظهور على قنوات التلفزيون الرسمي، حتى ولو كان الحديث عن عمل إدارته وإنجازاتها التي تحسب لـ الوطن. كنت قد انتقدت أداء التلفزيون السعودي بجميع قنواته في كثير من المناسبات، آخرها اليوم الوطني وما زلت على ذلك، إلا أن بعض العاملين في التلفزيون كشفوا لي شريكاً لهم في التقصير وهم المسؤولون في بعض مؤسسات الدولة، ويروي لي بعضهم كيف يتملص منهم المسؤولون تهرباً من المشاركة في برنامج تلفزيوني أو إنجازات إداراتهم؛ فقط لأن البرنامج على التلفزيون السعودي.
ومن المخجلات التي سمعتها أن مسؤولي وكالة الابتعاث بوزارة التعليم العالي منعوا فريق التلفزيون السعودي من التصوير لإعداد تقرير عن مشروع الابتعاث، باعتباره مشروع دولة حققت فيه إنجازاً وطنياً، لعرضه في اليوم الوطني، وكذلك تهرب مدير جامعة كبرى من الظهور في برنامج تلفزيوني قبل العرض بساعات، رغم موافقته على الظهور مسبقاً.
والسؤال الكبير هنا: لماذا لا يحرص المسؤولون على الظهور في برامج التلفزيون الرسمي بينما يتسابقون على العربية والـ MBC وروتانا؟ والجواب بين اثنتين: إما لضعف التلفزيون السعودي.