في كل حفل رسمي يتكدس عشرات المصورين أمام راعي الحفل.. فلاشات صارخة.. عشرات الكاميرات تطلق مئات الفلاشات المتتالية.. شيء لا يطاق.. لا يحتمل! في الماضي كانوا يرتدون الثوب والشماغ.. كان هذا يحد من

في كل حفل رسمي يتكدس عشرات المصورين أمام راعي الحفل.. فلاشات صارخة.. عشرات الكاميرات تطلق مئات الفلاشات المتتالية.. شيء لا يطاق.. لا يحتمل! في الماضي كانوا يرتدون الثوب والشماغ.. كان هذا يحد من حركتهم فتقل فلاشاتهم.. اليوم يرتدون ملابس سبور.. بعضهم جالس وبعضهم واقف، وبعضهم لا جالس ولا واقف.. زحام رهيب.. وليت زملاءنا المصورين يكتفون بلقطة واحدة ثم يغادرون.. يلتقط الواحد منهم عشرة آلاف صورة، كلها لمنظر ثابت لا يتحرك، بمعنى: ليس ثمة حركة تبرر تكرار الصورة.. راعي الحفل جالس على كرسي، فيلتقطون له عشرة آلاف صورة.. ولو كنت مكانه لأحضرت معي نظارة شمسية؛ تحميني من هذه الفلاشات المزعجة التي تحيل الليل نهارا!
أحيانا يدخل رجال الأمن في اشتباكات صامتة مع هؤلاء المصورين، المصور يريد أن يتقدم أكثر ورجل الأمن يدفعه للخلف، وفي الأخيرلا يغادرون أبدا إلا بعدما يبعدهم المنظمون، وبعدما يكون الحفل قد تأخر لبضع دقائق!
ليست هنا النكتة.. المضحك أنه على الرغم من كل هذه الفلاشات الضخمة، المزعجة، والزحام والتدافع، تذهب في الصباح لتستعرض الصحف، فلا تجد أحياناً سوى صورة واحدة جيدة، وأحيانا صورة أرشيفية! الذي أتمناه من زملائي المصورين أن يكونوا أكثر احترافية وتنظيما، فيكتفي كل واحد منهم بالتقاط صورة للحفل، ويتنحى جانبا انتظارا لأي أمر يستحق التصوير. الأمر الآخر الذي أتمناه منهم أن أراهم بذات الحماس والتزاحم في الميدان؛ لالتقاط يوميات الناس. المصور مثل رسام الكاريكاتير مثل الكاتب مثل المحرر، كل هؤلاء أعمدة رئيسة للصحيفة، وهذا الزمن زمن صورة وليس زمن خبر، وبالتالي يفترض أن يبدع زملاؤنا المصورون في الميدان.
صحف كثيرة نستعرضها اليوم دون أن نتوقف عند صورة معبّرة واحدة!