الرياض: موسى بن مروي

بدأ تجاربه أثناء رعيه للأغنام

الحاجة أم الاختراع ينطبق هذا المثل العربي على حال المخترع عبدالعزيز بن محمد الجملاني عندما دفعه العطش الشديد أثناء رعيه لأغنامه في بادية عرعر شمال السعودية للتفكير في طريقة طبيعية لتبريد ماء الشرب، ليجري بعدها أولى تجاربه في وسط الرمال الملتهبة، وتليها سلسلة عمليات تجريبية قادته في نهاية المطاف إلى اختراع مبرد جديد يستبدل غاز الفريون بالماء الطبيعي، وفق طريقة جديدة تتصالح مع البيئة حصل بموجبها على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ولخصت وثيقة براءة اختراع المنتج التي سجلت في المدينة برقم 2476 في 1/9/1431 فكرة الاختراع الذي سجل تحت اسمالمبرد المائي محوري الأنبوب ذو التقسيمات المثقبة.
وأوضحت أن المبرد يتألف من أنابيب وأكواع مثبتة في بعضها بعضا، وتكون الأنابيب موصولة بشكل محوري مربوط رأسها في ذيلها ليلف الهواء والماء داخلها بشكل محوري سحب ودفع، ويركب في الأنابيب محرك له مروحة ليلف الماء والهواء داخل الأنابيب بشكل دائم وسريع، على أن تركب التقسيمات المثقبة والإسفنج والمنسوجات في داخل الأنابيب، وتضاف كمية الماء المطلوبة كوب ماء تقريباً من فتحة دخول الماء في الأنابيب، ثم يحكم إغلاقها، ويدخل السلك الكهربائي للمحرك داخل الأنابيب، وبعد التشغيل يتوفر تبريد طبيعي للماء العادي بدلاً من الغازات المضرة، ووفق درجات مختلفة، وأكدت الوثيقة العلمية أن الاختراع يوفر حماية للإنسان والبيئة.
قال المخترع عبدالعزيز الجملاني (43 عاماً) لـ الوطن إن حلمه بدأ باختراع شيء يفيد البشرية وأشار إلى أنه لا يحمل هوية رسمية، ولم يدخل مدرسة يوماً ما لعيشه كيتيم مع شقيقه في البادية كحلفاء لأحد فروع قبيلة عنزة وترحالهم بمواشيهم وسط الصحراء بحثاً عن الكلأ والماء.
وكأي بدوي يعيش في الصحراء احتل الماء مكانة مهمة في نفس الجملاني منذ صغره، وشكل الحفاظ عليه هاجساً له ـ على حد قوله ـ، وأخذ يبحث عن سبل الاستفادة بالقليل من الماء في عملية التبريد، وهذا ما تحقق له بعد أن استطاع تصميم مبرد مائي محوري ذي تقسيمات مثقبة يكون بديلاً كاملاً لطريقة التبريد بغاز الفريون المستخدمة حالياً في آلات التبريد في مختلف أنحاء العالم.
وأكد الجملاني أن الاختراع يخفف من التلوث البيئي الناتج عن استخدام غاز الفريون، ويخفف بالتالي من الاحتباس الحراري، وهو منتج يتميز بخفة الوزن وبقلة استهلاكه للطاقة الكهربائية أثناء التشغيل، ويعادل استهلاكه ربع ما يستهلكه مبرد الفريون.
وبين الجملاني أنه تلقى عروضا لشراء حقوق الملكية، وأخرى لتمويل مشروع مصنع لإنتاج المبرد المائي، وذلك بعد أن أعلنت مدينة العلوم والتقنية عن اختراعه على بوابتها الإلكترونية، مشدداً على أن تريثه في قبول أي من العروض يرجع لسعيه لإنتاج المبرد محلياً لرد جزء من جميل الوطن الذي ترعرع فيه.
وقال الجملاني أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتقديمه دعماً واضحا وملموساً للمخترعين، كما أشكر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتسجيلها الاخـتراع والقائمين على المدينة وعلى رأسهم رئيس المدينة الدكتور محمد السويل والفاحص عزيز المنصور، وزميله حسن فقيهي، والمشرف على إدارة المـلكية الصناعية الدكتور خالد العقيل، مشيرا إلى أن حرص المدينة على دعم المخـترعين وتـذليل كل الصعوبات التي تواجههم دفعه لتقديم مشاريع اخـتراعات أخـرى لتسجيلها في المدينة.