قال رئيس نادي أبها الأدبي أنور خليل في تعليقه على الأمسية الشعرية التي نظمها النادي أول من أمس للشاعر المصري خالد الأنشاصي، والشاعرة السعودية حليمة عسيري: خالد الأنشاصي عبر بنا نيل مصر وحليمة عبرت بنا فرات العراق، وسبحنا بأحلام وجدانية بين الأمومة والأبوة، وأتمنى من الشاعرة أن تجمع شتات إنتاجها ويتبنى النادي طباعته، وأتمنى أن يتواصل هذا العطاء.
الأمسية التي بدأت بتقديم مديرها عبدالله السالمي للشاعرين ببعض من سيرتهما الذاتية، بدأها الأنشاصي بقراءة قصائده التي تراوحت بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة حيث قرأ أولاً ثلاث قصائد نثرية هي: كائنات مائية، وخلف البراويز، وأبناء المنافي، واختتم بخمس قصائد تفعيلية هي: غرباء، واسمها نجوى، وثوب البنفسج، وعبدالله، وقطف.
أما الشاعرة عسيري فترنمت بقصائد منها: أنتم الأعلون، والمجاهدين، وهذي النياف، وحديث العبرات، وورقة محمرة، وروح وحبور، وأحبك يا قلبي، ورحلتي عني، وإنما الدنيا غرور. الحضور تفاعل مع قصائد الشاعرين التي أضفت أجواء حميمية متنوعة، حيث تنقل الأنشاصي بين السياسي والوجداني، بينما تراوحت قصائد عسيري بين العاطفي ورثاء الشهداء، الأمر الذي عبر عنه الكاتب مبارك المطلقة في مداخلته بالقول: أمتعنا نادينا هذه الليلة، فشعر الأنشاصي أراه في عين دامعة وعين مفتوحة، ولعل الزلازل والبراكين التي أطلقها الأنشاصي تعيد صياغة العالم من جديد، إذ أراه يتلفت: هل من أمل يأتي به الغد؟، إن الأنشاصي حاول بامتياز إعادة القومية العربية إلى سابق عهدها، أما الشاعرة حليمة فإني أسمع حنين الأم وجمال الشعر وعذوبة الصوت وأناقة الإلقاء وتنادي السماء أن يحفظ لها وطنيتها ومواطنيها كأنها رقة النجم في سماء ساكنة.
الأنشاصي أوضح في رده على إحدى المداخلات النسائية أن مزج الوطنية بالوجدانية، يعود إلى صدق التجربة، وأن الحديث عن الوطن بلا وجدان هو حديث جاف، كاذب، لا يرتقي للشعر، وقالت حليمة عسيري إجابة على نفس السؤال: الشعر الوطني هو جزء وركن من الشعر الوجداني.
وقال الدكتور عبدالرحمن المحسني في مداخلته: الليلة أكتشف موهبة شاعرية فذة، فلم أستمع لصوت نسائي بهذه القوة، ولست بعيداً عن القراءات، فشاعريتها تحمل منهجية واضحة، فهي تبدأ بقصيدة عامة وتنتهي بقصيدة وجدانية، ومواضيعها تحمل بعداً جميلاً خاصة في القصيدة التي ترثي فيها ابنتها وهي لم تزل حية، وهو خط دلالي يحسب للشاعرة، أما البنية اللغوية فعالية جدا، وكذلك في جانبها الأفقي والإلقائي وتمزج بين الإيقاعات، وأعتقد أنها تعد كشفاً جميلاً لنادي أبها الأدبي. أما خالد الأنشاصي فجعلني أعيد النظر في قصيدة النثر بعد ما سمعته من قصائده النثرية هذه الليلة، وهو يركز على الصور بقصيدة موسيقية عالية الموجات.
كما تناولت عائشة الشهري الأسلوب والتصوير والوطنية ذات الوجدان المفعم بالإخلاص في قصائد الأنشاصي، مشيدة في الوقت نفسه بقصائد حليمة عسيري التي اعتبرتها كنزاً من كنوز عسير، واصفة مفرداتها بالجميلة، وكأنها تصف لؤلؤاً.