وزارة التعليم العالي ترعى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ووزارة التربية والتعليم تدرج موضوعاً في أحد مناهجها الجديدة حول خطورة الابتعاث. وهذا لعله من باب الرأي والرأي الآخر.
دائماً ما نقول إن الإشكالية هي ليست في القائمين على التعليم، بل في مراكز الإشراف التربوي واللجان التي شُكّلت، لتشكل تكتلات داخلية ممانعة للتغيير في الوزارة.
كم مرة تغير المنهج؟ وكم مرة احتلت مشاكل التربية والتعليم الصفحات الأولى للصحف المحلية؟ ومع ذلك لم يتغير شيء. المشكلة ليست مادية، المشكلة في المختلفين على لا شيء.
المملكة ترعى حوار الأديان، وتدعو للتسامح في خطابها السياسي، لكن يبدو أن وزارة التربية والتعليم لديها خطط تأبى أن تكشفها للجميع، فقبل عام ونصف العام تقريباً أو يزيد كنا على موعد مع منهج ينصح الطلاب بعدم بدء السلام على غير المسلمين! والآن خطر الابتعاث! وغداً، قد يكون هناك درس عن حكم مشاهدة التلفزيون واستخدام الإنترنت!
المملكة تؤكد على الاعتدال والوسطية، وتنبذ الغلو والتطرف، وما المؤتمر العالمي لعلاج ظاهرة التكفير الذي افتتحه سمو النائب الثاني، أول من أمس بالمدينة المنورة إلا أنموذج للوسطية والتسامح، ودليل على أن نهج بلادنا هو التسامح والتعايش، ورفض كل أنواع المصادرة، بل والتأكيد على قبول الآخر، لكن البعض يصر على طريقته القديمة في التفكير، ويصر على فرضها فرضا على عقول الأجيال من خلال المناهج.
لم يصل الطالب السعودي بعد إلى مرحلة القدرة على الخروج من نمط التفكير التقليدي، والسبب ليس المنهج فقط، بل سياسة اختيار المعلمين وتوزيعهم، وعدم التغيير في الأنشطة المدرسية.
حسب آخر الإحصاءات فإن السعودية هي الدولة رقم 1 في الصرف على التعليم بمقدار 26? من ميزانيتها، لكن للأسف أن هذا القدر أجاد بعض المستغلين استخدامه للقيام بمحاولة زرع تحريض ضد الابتعاث، وهو الآخر الذي تعتبر المملكة فيه الآن رقم 1 عالمياً في عدد المبتعثين نسبة إلى عدد السكان.