القاهرة، جدة، بيروت، روما: جمال جوهر، ياسر باعامر، حسن عبد الله، عبد المجيد السباوي

المملكة تؤكد وقوفها قلبا وقالبا مع مصر ضد الإرهاب

رؤى متباينة وتساؤلات عديدة طرحها حادث الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ليل أول من أمس وأودى بحياة أكثر من 20 شخصا إضافة إلى نحو 80 جريحا.
محافظ الإسكندرية عادل لبيب سارع إلى اتهام القاعدة بتدبير التفجير، متسقا مع الموقف الرسمي للسلطة. ويبدو أن هذا الاتهام استند إلي تهديد دولة العراق الإسلامية الوثيقة الصلة بالقاعدة في نوفمبر الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قالت إن أسيرات مسلمات في أديرة، في إشارة إلى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استردتهن بعد دخولهن في الإسلام.
ويرى الباحث في شؤون الجماعة الإسلامية عبد الرحيم علي أن أصابع القاعدة تقف بقوة وراء الحادث. وعضد هذا الرأي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي بقوله إن الحوادث التي تمت في مصر مؤخرا لم تجر بهذا الاحتراف الشديد.
ولكن في الجانب الآخر من المشهد يبدو الموقف مختلفا، إذ إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تؤيد الموقف الرسمي الذي ذهب إلى وقوف جهات خارجية وراء الهجوم. وفي لبنان أعاد الاعتداء تصويب البوصلة إلى مآسي الفتنة الطائفية والمذهبية، حيث اتخذ رسميون من الجريمة مؤشرا تحذيريا للداخل من مغبة الاستمرار في تصعيد الأزمة التي تشهدها البلاد.
وعبرت المملكة عن استهجانها وإدانتها لحادث التفجير الإرهابي، ووقوفها مع مصر ضد الإرهاب، حيث أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا من نيويورك بالرئيس مبارك عبر فيه عن شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية مؤكداً وقوف المملكة قلباً وقالباً مع مصر ضد الإرهاب. كما بعث الملك ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز برقيتي تعزية ومواساة، فيما دانت وزارة الخارجـية في بيان الحادث الإرهابي.


استهل الإرهاب العام الميلادي الجديد بضربة موجعة استهدفت كنيسة بالأسكندرية، وأوقعت 21 قتيلا و79 مصابا معظمهم من الأقباط، وفاقمت التوترات بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لكن الرئيس حسني مبارك تعهد بملاحقة المتورطين وقطع يد المتربصين بأمن البلاد، ملمحاً إلى تورط أصابع خارجية. ووقع الانفجار الضخم بمنطقة سيدي بشر أمام كنيسة القديسين أثناء احتفال الأقباط برأس السنة الميلادية الجديدة، وسبق لأحد التنظيمات التابعة للقاعدة في العراق دولة العراق الإسلامية أن أمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات زعم أنهن مأسورات في سجون أديرة.
وقال الرئيس المصري حسني مبارك في خطاب عقب الحادث بساعات إن انفجار كنيسة القديسين، يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية، تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب، وأكد أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر. وتوعد مبارك بقطع رأس الأفعى. وانتهى إلى أن هذا العمل الإرهابي هز ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع المصريين مسلمين وأقباطا امتزجت دماؤهم، لنقول إن مصر برمتها مستهدفة وإن الإرهاب الأعمى لا يفرق بين قبطي ومسلم.
وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك أعرب خلاله عن عزائه ومواساته له في ضحايا حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في الإسكندرية. وعبر عن شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية مؤكداً وقوف المملكة قلباً وقالباً مع مصر ضد الإرهاب.
وكان الملك ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد بعثا برقيتي تعزية ومواساة عبرا فيهما عن بالغ الأسى بنبأ حادث التفجير الإرهابي.ورجحت مصادر أمنية وقوف عناصر خارجية وراء الحادث. وقال مصدر أمني مسؤول إنه خلال عمليات الفحص لواقعة الانفجار تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام بما يرجح أن العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين. وأشار المصدر إلى أن فحوصات المعمل الجنائي أكدت أن العبوة الانفجارية التي تسببت في الحادث محلية الصنع.
واتفق خبراء متخصصون في شؤون الإرهاب والجماعات الإسلامية على وقوف خلايا نائمة لتنظيم القاعدة وراء الانفجار. وقال الخبير في شؤون الجماعة الإسلامية عبد الرحيم علي لـالوطن إن أصابع القاعدة تقف بقوة وراء الحادث، وأضاف سبق وحذرنا من وجود نوايا للقاعدة تحوم حول مصر. وفي سياق متصل قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي إن الحوادث التي تمت في مصر خلال الأعوام الماضية لم تتم بهذا الاحتراف الشديد، مما يرجح وبقوة ضلوع تنظيم القاعدة في هذا الانفجار.
ونشبت احتكاكات بين بعض الأقباط والمسلمين في المنطقة التي شهدت وقوع الحادث، ورصد شهود عيان محاولة بعض الأقباط التعدي على مساجد مجاورة، لكن قوات الأمن سيطرت على الموقف.
وتوالت ردود الأفعال الداخلية والخارجية المنددة بالحادث. وقال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن المملكة تابعت باستهجان شديد حادث التفجير الإرهابي بالأسكندرية. وأكد إدانة المملكة بشدة لهذا العمل الإجرامي. كما أرسل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية عزاء للرئيس مبارك في ضحايا الانفجار، مؤكدا استنكار بلاده لهذا العمل الإرهابي. كذلك أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي الهجوم حيث أعرب الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوجلو في بيان عن تعازيه الحارة لمصر قيادة وحكومة وشعبا ولأهالي الضحايا. وفي دمشق قال مصدر رسمي إن سوريا ترى أن مثل هذه الجرائم الإرهابية إنما تستهدف الوحدة الوطنية والتعددية الدينية في مصر. ومن جهته طلب بابا الفاتيكان بينيديكتوس السادس عشر من حكومات العالم حماية المسيحيين. و أضاف أن لغة الكلام لا تكفي في مثل هذه المواضيع موضحا أن المواقف والتصريحات يجب أن تترجم إلى فعل.
 

مشاهد
•العبوة التي انفجرت كان يحملها انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين.
•نشوب احتكاكات بين أقباط ومسلمين في المنطقة التي شهدت الحادث.
•خبراء يرجحون ضلوع القاعدة في الاعتداء لاحترافيته الشديدة.