القاهرة: جمال جوهر ، هاني زايد

شد وجذب مع واشنطن و'دبلوماسية ناعمة' في ملف المياه

شهدت مصر مجموعة من الأحداث الساخنة خلال عام 2010 ، تنوعت ما بين العديد من الاحتجاجات التي تنادي بالتغييرات السياسية والاجتماعية، وبزوغ أسماء لامعة سياسيا تطرح نفسها بقوة للمنافسة على مقعد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلي إجراء انتخابات برلمانية مثيرة للجدل. استحوذ الحزب الحاكم على غالبية مقاعد الانتخابات البرلمانية ، وخرجت منها المعارضة، والإخوان المسلمون، دون تحقيق مكاسب تذكر، مما دفع ببعض الراسبين إلى إنشاء برلمان شعبي موازٍ، زاد من حدة الاحتقان.
حركات متشرذمة
اندلعت في مصر خلال العام عشرات الاحتجاجات السياسية، التي تزعمتها بعض الحركات التي خرجت من رحم الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، وفي مقدمتها شباب 6 أبريل وتضامن ، احتجاجا على وقوع أعمال تعذيب في أقسام الشرطة، لنشطاء مثل شهيد الإسكندرية خالد سعيد ،الذي اتهم بتعذيبه اثنان من ضباط الشرطة، في القضية التي لا تزال رهن التحقيق، فضلا عن مطالبة تلك الحركات بتحسين الأوضاع المعيشية للمصريين في ظل الارتفاع المستمر للأسعار. إلا أن قدرة هذه الحركات على إحداث تغيير محسوس في المنظومة السياسية والاجتماعية القائمة ما زال محدوداً، نظرا لتشرذم هذه الحركات وغياب الحد الأدنى من التنسيق فيما بينها.
مرشحون رئاسيون
ومع أفول العام 2010 باتت البلاد على مشارف استحقاق سياسي مفصلي يتمثل في انتخابات رئاسية تعددية ستشهدها في سبتمبر من العام 2011، والتي فتحت الباب واسعا أمام طرح أسماء عدة تحظى بقبول شعبي متفاوت، في ظل وجود عوائق دستورية تحول دون تمكنهم من الترشح بموجب المادة 76 من الدستور. وفيما تدفع أصوات داخل الحزب الوطني الحاكم باسم الأمين العام المساعد أمين لجنة السياسات جمال مبارك لخوض الانتخابات الرئاسية بعد بزوغ نجمه طيلة العام ، تأتي تأكيدات بأن الرئيس حسني مبارك هو مرشح الوطني. وقد ألمح المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي من مقر إقامته السابق في فيينا إلى احتمال ترشحه لتلك الانتخابات، مشترطا لإعلان قراره وجود ضمانات مكتوبة حول نزاهة وحرية العملية الانتخابية، وتعديل الدستور. وفي مطار القاهرة الدولي احتشدت بعض القوي السياسية حول البرادعي، فور وصوله إلى مصر في 19 من فبراير الماضي، وعقدت عليه الآمال بأنه طوق النجاة الذي سيغير شكل الحياة السياسية في البلاد، واتفق مع عدد من ممثلي القوى السياسية في اجتماع بمنزله، على تشكيل الجمعية الوطنية للتغيير لكن سرعان ما تسربت الخلافات، ودبت بين قياداتها، وساعدت في ذلك كثرة أسفار البرادعي خارج مصر، وتحالفه الاضطراري مع جماعة الإخوان المسلمين.
انتخابات وغموض
وأسفرت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي جرت في بداية يونيو الماضي، وأعقبتها انتخابات مجلس الشعب في سبتمبر من نفس العام، عن فوز كاسح للحزب الوطني، وخسارة جميع رموز المعارضة، واتفق بعض النواب البارزين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز في انتخابات مجلس الشعب على تشكيل برلمان شعبي موازٍ ردا على ما وصفوه بتزويرها لصالح مرشحي الحزب الحاكم.
الصراع العربي - الإسرائيلي
دخلت العلاقات المصرية- الإسرائيلية أزمة مع نهاية عام 2010 بعد الكشف عن شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل، وجاء الإعلان عن إحالة رجل الأعمال المصري طارق عبد الرازق حسين حسن والإسرائيليين إيدي موشيه وجوزيف ديمور للمحاكمة بتهمة التخابر لصالح إسرائيل لتزيد من حالة التوتر، لكن التوتر بين الطرفين لم يمنع مصر من اتباع سياسة ناعمة فيما يتعلق بملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية،
واشنطن شد وجذب
امتدت العلاقات المصرية- الأمريكية الجيدة في ظل حكم الرئيس أوباما، الذي اختار القاهرة في الرابع من يونيو من عام 2009، ليلقي منها خطابا إلى العالم الإسلامي. وجاء الرد المصري من خلال زيارة قام بها الرئيس مبارك إلى واشنطن في سبتمبر الماضي بعد قطيعة امتدت طوال الفترة الثانية من حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
ملف المياه
تميز التحرك المصري في مواجهة أزمة توقيع خمس دول من بين دول منابع نهر النيل السبع، على اتفاقية عنتيبي في مايو الماضي بحجة إعادة توزيع حصص مياه النيل بما ينال من حق دولتي المصب السودان ومصر، بالهدوء والثقة . ففي الوقت الذي أشار فيه رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي إلى احتمال وقوع حرب بين مصر وإثيوبيا على مياه النيل.