كان العنوان بعاليه جملة الابتداء في اتصالي مع الأصدقاء من مشرفي قسم الرأي بهذه الصحيفة صبيحة قدوم الأخ الكريم، طلال آل الشيخ، رئيساً عاشراً لتحرير هذه الصحيفة. وبالمناسبة، فأنا لست متأكداً من دقة الرقم، ويبدو أن الكرسي الأعلى في هذه الوطن لم يعد يأبه بالأرقام. وفيما يبدو فإن هذه الصحيفة تستعصي حتى على جينيس وهي تحتفي برئيس التحرير العاشر في عشر سنين، وعدا عن أن الفكرة فيما يبدو سابقة كونية تبز بها هذه الصحيفة كل ورق الدنيا. وبالمناسبة، فإن المسؤول عن هذا – الجينيس – سيكون في حيرة من كتابة الرقم وتدوين الاسم الأخير، لأن هذه – الوطن – باتت تحمل وتلد في ظرف سبعة أشهر. غير أنني فرضت على نفسي التزاماً أخلاقياً بالكتابة ترحيباً برئيس تحريرنا الجديد وشكراً من الأعماق للرئيس الراحل. لكنني اكتشفت أيضاً، أنني لا أكرر نفسي في عادة موسمية أقل من سنوية فحسب، بل وجدت قلمي أيضاً يعمل مهمة النفاق المزدوجة: أن يعمل كقارئ في مراسم العزاء الصوفي، وأيضاً – قابلة – لولادة القائد الجديد. أنا معهم ككاتب مر على كل الوجوه مثل من يحمل بيسراه كفناً ندثر به الراحل، وباليمين ثوباً نكسو به الجديد الوليد. اكتشفت أنني مع الغاليين صالح الشيحي وتركي الدخيل نكتب اليوم تحت رئاسة الرئيس العاشر، وهذا رقم غير مسبوق في تاريخ توأمة – القلم والرقابة – وسنترك الحكم للقارئ: إما أننا قد كسرنا – عشر فقرات – من ظهورنا ونحن نتكيف ترويضاً مع كل وليد جديد، وإما أننا ارتفعنا عشر فقرات بفضل الإفادة من عشرة عمالقة تجددوا بالمكان، وبالطبع لكل واحد منهم مدرسته وتوجهاته. ومثلما يقول العزيز الآخر محمد السحيمي، وما أكثر الأعزاء الذين كفّنتهم بيدي في هذه الوطن، فإن كل كاتب يحمل في المخيخ رقيبا صغيرا لا يبدأ الصراخ إلا عندما يشاهد الورقة البيضاء بين يدي الكاتب. والخلاصة، حسب نظرية السحيمي، بالنسبة لي: إما أنني أحمل عشرة رقباء في الإرث المخفي لمسيرتي مع الكتابة، وإما أنني قتلت في – مخيخي – عشرة رقباء ودفنت كل واحد منهم في أكفان من كان هذا الرقيب لأجله. دعائي للحي بالتوفيق والنجاح، وللميت المغادر بحياة جديدة سعيدة.