عندما نشأت الحركة اليهودية (الهسكالاة) اتكأت على مواقف واتجاهات تتمثل في الخروج من العزلة الاجتماعية (الجيتو) والاتجاه نحو (استنزاف أموال الآخرين بأقصر الطرق كفتح الخمارات والعمل بالربا) وغيرها من الموبقات والأحابيل، والخداع المبيت، والقهر، والجرائم غير الإنسانية، ومحاولة تشويه وتبشيع الإنسان العربي والمسلم ككائن مستبد لا يستحق الحياة، ويتمتع بالخيبة والجهل، والعنصرية، ووحشية الشهوة والبحث عن اللذائذ والطرائد، وكراهية الآخر.
وقد كرس الكاتب اليهودي موشيه سمينسكي هذه الصورة المزرية منذ بدأ الكتابة في القرن الماضي، حيث طلب منه أحد الصحفيين اليهود أن يكتب شيئاً عن العرب الذين عرفهم من خلال عمله معهم في الزراعة في فلسطين. فوافق موشيه (وكان موضوع الكتابة عن العرب وحياتهم آنذاك من الموضوعات الرومانسية في الأدب العبري، والكتابة فيه تلقى رواجاً بين اليهود الصهاينة الجدد، المتعطشين للتزود بمعرفة سكان فلسطين العرب وحياتهم) فقام موشيه بكتابة عدد من القصص.
ترجمها إلى العربية الدكتور/ سيد عليان، وفضح ما فيها من أخطاء وافتراءات وتشويه للصورة العربية والإسلامية، ويلاحظ في قصص موشيه أن بطل القصة ينتهي بالموت والفناء، وهذا هو المنحى المفهومي والشعوري للفكر الصهيوني المظلم، والمضمون الدلالي المؤسس على الغدر والخسة، والنوايا التدميرية، والتعويل على السرد كواحد من أسلحة الحرب الشرسة.