جرفت السيارات والأشجار والأعمدة وحاويات النظافة وكل ما اعترض طريقها
دهمت السيول المنقولة من واديي مريخ ومثوب أحياء شرق جدة أمس، بعد هطول الأمطار الغزيرة على منطقة مكة المكرمة، والمدن الواقعة على سواحل البحرالأحمر.
وارتفع منسوب المياه في مخطط أم الخير الواقع في قلب حوض سد وادي مريخ، الذي يشتمل على قرابة 50 فيلا سكنية، إلى أكثر من مترين جارفة معها السيارات والأشجار والأعمدة وحاويات النظافة وكل ما اعترض طريقها لتسد منافذ التصريف الضيقة في جسم السد.
وتدخل رجال الإنقاذ وفرق الطيران العمودي لإنقاذ العوائل والأطفال العالقين في مساكنهم، التي غمرت المياه أبوابها، وشوهدت طائرات الدفاع المدني تنتشل الأطفال والنساء من أسطح المنازل فيما كانت القوارب المطاطية تسارع في إجلاء أسر أخرى داهمتها السيول في الأدوار الأرضية لمساكن الحي، وسط صيحات ذوي المحتجزين الذين تجمهر بعضهم أمام البحيرة التي تشكلت في حوض السد، مؤكدين أن أكثر من 50 أسرة تقطن هذا المخطط.
من جانبه، وقف أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو راس على مخطط أم الخير، وشاهد الكارثة على الطبيعة، في الوقت الذي حاصره الأهالي بالأسئلة عن أسباب ما يحدث، وعدم نجاح المشاريع التي نفذت بعد كارثة العام الماضي في استيعاب كميات المياه وتصريفها بشكل يحفظ سلامة الأسر والأملاك العامة، بالرغم من أن كمية الأمطار والسيول المنقولة أقل بكثير مما حدث في كارثة سيول العام الماضي.
وحاولت الوطن الحصول على تصريحات أمين جدة، إلا أنه فضل التمسك بالصمت، وعدم التجاوب حتى للرد على أسئلة الأهالي، وسرعان ما غادر الموقع بسيارة دفع رباعي، بصحبة عدد من مسؤولي الأمانة.
وبالرغم من مداهمة السيول لعدد من مشاريع الأمانة التي يتم تنفيذها حاليا بأودية الشرق، كاشفة عدم قدرتها على استيعاب كميات كبيرة من المياه، أكد وكيل أمين جدة للمشاريع المهندس علوي سميط، الذي كان متواجدا قرب مخطط أم الخير، أمس، على أن هذه المشاريع حديثة، وسيتم الاستمرار في تنفيذها، ومعترفا بعدم قدرتها على استيعاب المياه، ومشددا على أن ارتفاع منسوب المياعه في وادي مريخ، جاء بسبب كونه مشتركا مع وادي قوس.
وكانت الأمطار والعواصف الرعدية ضربت ساحل البحر الأحمر والمدن المطلة عليه، إضافة إلى المدن الداخلية مثل: مكة المكرمة، الطائف، المدينة المنورة، وسط استنفار الأجهزة الحكومية لمواجهة خطر السيول.
وفي جدة، غرقت كل الشوارع الرئيسة وسط غياب ملحوظ لفرق أمانة جدة، الذي كشف بيان لاحق لها، أنها خصصت 150 ناقلة فقط لشفط مياه الأمطار من الشوارع، والتقاطعات والميادين الرئيسة، إلا أن أثرها كان محدودا قياسا بغزارة الأمطار مما أدى إلى توقف الحركة المرورية حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
وللمرة الثانية، طمرت المياه الأنفاق الحديثة في عدد من الطرق المحورية، كنفق الملك عبد الله وأنفاق شارع عبدالله السليمان المؤدي إلى جامعة الملك عبد العزيز، وأنفاق شارع الملك فهد، وعجزت مضخات رفع المياه عن شفطها، وإنقاذ السيارات والسائقين حبيسي الأنفاق، إضافة إلى وجود تجمعات مياه أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى أحياء شرق جدة.