بمجرد أن انتهت مباراة منتخبنا الوطني الأخيرة ضد المنتخب الأسترالي مساء الثلاثاء الماضي.
بمجرد أن انتهت مباراة منتخبنا الوطني الأخيرة ضد المنتخب الأسترالي مساء الثلاثاء الماضي، شرعت في الكتابة بغضب مواطن يريد أن يفرح وأن تعود أمجاد منتخبه السابقة، ثم هاتفت رئيس القسم الرياضي في هذه الصحيفة الزميل العزيز الأستاذ محمد الدعفيس أسأله عن إمكانية اللحاق بطبعة اليوم التالي للنزال المرير ذاك، ولأن الوقت كان متأخرا جدا أجاب الزميل باستحالة ذلك فقلت له سأبعثه إليك غدا لنشره الخميس إذا أمكن خاصة وأن اليوم المحدد لهذه الزواية في الغالب هو يوم الأحد من كل أسبوع.
نعم كنت غاضبا مما حدث ككل السعوديين مسؤولين وفنيين وإعلاميين وجماهير، لكني عندما راجعت المقالة في اليوم التالي قبل إرسالها حسب ما هو مقترح بيني وبين القائمين على هذه الصفحات، اكتشفت أن أسوأ ما يقوم به كاتب أن يكتب تحت تأثير الانفعال والغضب والتوتر بفعل الهزيمة مثلا أو انحدار المستوى أو ضياع الهوية الفنية وغياب الروح والقتالية وظهور العشوائية والارتجال والتخبط في لعب فريق عرف في مرحلته الذهبية بنقيض كل ذلك!!.
وليس هذا أسوأ ما قد يفعله كاتب أو صحفي، أي الكتابة والتعليق تحت تأثير الانفعال!، كذلك المسؤول الإداري أو الفني أو حتى النفسي قد يقعون كلهم في هذا الشرك، شركة المعالجة واتخاذ القرارات لحظة الغضب والتوتر والاندفاع العاطفي، لكن تبعات معالجاتهم ستكون أكثر ضررا وتأثيرا سلبيا في هذه الحالة لأنها ستكون مرتبطة بقرار قد يزيد الأوضاع ويفاقمها سوءا وخربطة أكثر!
صحيح أن ما حدث، أي الخسارة، كان متوقعا ولم يكن ذلك مفاجئا لي ولكثيرين من المتابعين في ظل المعطيات السابقة من أخطاء متراكمة في منظومتنا الكروية على مستوى الاتحاد الكروي وما يتبع له من أندية وغيرها وقد أشبعنا هذا الجانب طرحا، إلاّ أن غياب الروح والقتالية وافتقاد اللاعبين للمبادرة بالحلول الفردية كما كان يحدث مع أجيال سابقة، هو أمر يدعو للقلق حتى لو تأهلنا للمرحلة الثانية التي ستكون الأشرس فالمنتخبات لم تعد كما كانت في السابق والآخرون يتقدمون ويتطورون بشكل مذهل وحقيقي، وها هي تايلاند تثبت بأن كرة الهامش تعمل بخطى هادئة دون ضجيج لكي تكون في الواجهة!!
يجب أن نعترف بهذا كأولى الخطوات لمواجهة تخلفنا الكروي بعد أن توقفنا عند مرحلة معينة لم نستطع أن نتجاوزها للأسف!! حتى على مستوى التنمية الرياضية كمنشآت وبنية تحتية توقفنا عند حد معين أيام المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد رحمه الله كما أشار إلى ذلك الزميل محمد الدويش في مقاله الرائع الأربعاء الماضي، فلم يحدث أي تطور كمي ونوعي يمكن أن يشار إليهما أو يعتد بهما قياسا بحجم السنوات التي مضت وقياسا أيضا بحجم ثرواتنا الوطنية المادية والمعنوية في آن!
أعود لنزال أستراليا وأقول إن بداية التصحيح تبدأ من اعتراف إدارة المنتخب بأخطائها في تأخرها حسم التعاقد مع المدرب منذ وقت مبكر كان سيوفر علينا الوقت والمال، ولكن حدث ما حدث وتأخرنا وأدخلنا أنفسنا في موقف لا نحسد عليه سنتجاوزه بإذن الله عندما يكون منتخب الوطن لكل أبناء الوطن وليس حكرا على أندية معينة ونجوم بذاتهم، وعلى إدارة المنتخب أن توسع دائرة الاختيار أمام ناظري وعقل ريكارد من الهلال إلى أصغر فريق في المملكة فهناك لاعبون لديهم الحافز كي يصنعوا الفارق لهم ولمنتخب وطنهم وهم الذين يجب أن يعول عليهم في المرحلة المقبلة بدل اللاعبين المتخمين بشبع اللعب وغيره!!