هل يمكن أن تمتلك الدول العربية قنبلة نووية؟ سؤال يبحث عن إجابة ويظهر بشكل ملح مع تبعات الربيع العربي وتقلب المزاجات الدولية.
هل يمكن أن تمتلك الدول العربية قنبلة نووية؟ سؤال يبحث عن إجابة ويظهر بشكل ملح مع تبعات الربيع العربي وتقلب المزاجات الدولية. للإجابة على ذلك دعونا نعد بالذاكرة التاريخية إلى منتصف الخميسنيات، فسنجد أن مصر والعراق كانتا أكثر الدول العربية تفكيرا في امتلاك السلاح النووي في ذلك الوقت. وهو ذات التوقيت الذي سعت فيه الهند لتحقيق نفس الفكرة. وخلال عشر سنوات فقط، تبخرت تلك المشاريع العربية بعد نكسة 1967 بينما حققت الهند حلمها.
من الواجب والصحيح القول إن قنبلة نووية واحدة أصبحت اليوم أقوى من قوات الجيوش العربية متحدة. ووجود مشروع نووي هو حق للعرب للدفاع عن أنفسهم أسوة بالدول الأخرى التي امتلكته مؤخرا. ولتقريب الصورة دعونا نكمل تساؤلاتنا. لو أن ليبيا كانت تمتلك قنبلة نووية، هل كانت قوات حلف الناتو ستجرؤ على قصفها؟ هل كان الأوروبيون سيفكرون في توبيخ القذافي لو لوح بإطلاق صاروخ نووي على فرنسا مثلا؟ ماذا لو كانت سورية تمتلك أسلحة دمار شامل؟
إن تراجع الحلم العربي عن هذا المشروع المهم قابله تقدم إيراني. لذا فالضرورة تتزايد بأن تكون هناك استراتيجية نووية عربية مشتركة لحيازة السلاح النووي (بغض النظر عن المشروعية في طريقة التملك) لأغراض الردع والدفاع عن النفس ومواجهة المشروع الإسرائيلي والإيراني. ولعل التعاون مع الدول الإسلامية التي تمتلك هذه القدرات كباكستان قد يقربنا كعرب من تحقيق هذا الحلم الكبير. وإن لم يكن فعن طريق إيجاد غطاء دبلوماسي من دول عظمى تسمح بمواجهة أميركا وإسرائيل بشكل مؤقت (فقط حتى يتحقق الحلم). وحين يمتلك العرب السلاح النووي، سيكون لهم شأن آخر وحسبان آخر في الموازين الدولية.