عائشة البكري - جدة

طموحات تدفن وعزائم تُكسر وطاقات شباب وشابات تمتص من أجسادهم ليُستبدل الطموح باليأس والعزيمة بالاستسلام، فلا يحق لك الحصول على ورقة تعريف تبين من خلالها انتماءك لهذه المنظمة عند الحاجة إلى ذلك التعريف، أو أن تلتحق بدورات تدريبية تنظمها هذه الشركة لتزيد من مهاراتك وقدراتك كغيرك من الموظفين، لا توزع عليك مكافآت معنوية ذوقياَ على جهدك (كمجلة مثلاً أو كتيب صغير للملاحظات).. حتى من كان جالسا بجانبك على مكتب واحد قد استلمها أمام عينيك إلا في حالة واحدة إذا تبقى منها شيء في نهاية اليوم، لا يحق لك بدلات أو مكافآت ولا المطالبة بتصحيح خطأ لم ترتكبه أساساً وكان مصدره الإدارة، لأنها الإدارة طبعاً.. فهي ملاك لا يخطئ.. لائحة طويلة بعدم الاستحقاقات، فقط لأنك موظف تعمل (بنظام الساعات) ولست من المثبتين لديهم. لم أكن أعلم أن ما يُمارس من التخويف والترهيب داخل المعسكرات أو الإصلاحيات يمكن أن يُمارس داخل شركات لها اسمها ومكانتها في المجتمع. لقد أذهلني ما سمعته من موظفات يعملن بنظام الساعات في إحدى الشركات ولم أصدق القصة إلا حينما شهد على صدقها من حضروا تلك الحادثة ممن يعملن داخل ذلك القطاع الخاص، فقد قالت لي إحداهن: (حينما تعرضت للظلم لخطأ لم يكن الذنب فيه ذنبي أساساً بل لأن الشركة طالبتني بالتعامل مع إحدى المشاكل التي لم يكن لي خبرة فيها، حيث كان من المفترض أن تكون الشركة قد أدرجتنا تحت لائحة التدريب في مجال حل هكذا مشكلات مثل بقيتنا من الموظفين المثبتين، ولكنها لم تفعل بالطبع فحقوقنا محدودة.. حاولت إيصال الفكرة لهم ولكن دون جدوى ولم يستمع لي أحد وأصبحت كطائر وقع من السماء ليصطدم بأرض جافة لا يمكن ريها، لأني لم أقصر يوماً تجاه عملي، وحين انقطع بي الأمل قلت (حسبي الله ونعم الوكيل) ولم أكن أعلم حينها أن الأرض ستزلزل من تحت مُدرائي وأن كبرياءهم سيجرح وأنني سأصبح أشهر من نار على علم خلال ثوان فقط). وما يضحكني في الموضوع أن هذه الموظفة قد أحيلت للتحقيق بحجة أنها نطقت بكلام غير لائق ،على حسب قولهم، وهي كلمة لجأت فيها إلى الله واتُهمت فيها بأنها حاولت تحريض الموظفات الأخريات، لأنها تجرأت أن تتهم الإدارة بالنقص! يا للعجب قل (حسبي الله ونعم الوكيل) وسوف تحال للتحقيق.