في أجواء خيم عليها صوت الحكمة والعقل، أنهى وجهاء وأعيان حي قباء بالمدينة المنورة حالة النزاع التي تفجرت الخميس قبل الماضي وتمثلت في حالة من الشغب والفوضى استدعت تدخل الجهات الأمنية لمعالجة الموقف.
وخلال اللقاء الذي حضره أعيان الطرفين، ألقى سليم غميص الصاعدي كلمة أكد فيها أن أحداث الشغب التي وقعت الخميس الماضي تعد دخيلة على مجتمعنا، وأضاف الدين الإسلامي حرم الاعتداء على العرض والمال والنفس، وأن من الواجب علينا كأولياء أمور ومسؤولين أمام الله وأمام مجتمعنا رعاية أبنائنا وإصلاحهم وإعدادهم على التآخي والألفة.
عقب ذلك ألقى صالح الجدعان نيابة عن قبائل النخاولة، كلمة أكد فيها أن هذا الاجتماع يعد انتصارا وإرادة حرة واعية، تدرك تمام الإدراك ما يحاك لهذا الوطن من دسائس تتضمن الفتنة والفرقة بين أبنائه والذي أعطاه الله الكثير من الإمكانات المادية والمعنوية متمثلة في القيادة الحكيمة التي تسعى لنشر الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن على امتداد حدوده ولجميع أبنائه بمختلف مناطقهم وقبائلهم ومذاهبهم.
واتفق أعيان ووجها الحي على جملة من البنود منها: توجيه الأبناء على الخير وخدمة المجتمع، والتأكيد على أن الوطن للجميع وأن المواطنين سواء، وضرورة التعاون على البر والتقوى وخدمة المدينة، ورفض التعدي على الآخرين والتحريض على كراهيتهم، وتشجيع الحوارات التي تؤدي إلى السلم، وقد أقر ممثلا الطرفين بما جاء في وثيقة الصلح.
واقترح شيخ قبيلة السهلية فيصل أبو ربعة تعيين اثنين من أعيان الطرفين للعمل بشكل مستمر على حل أي مشكلة قد تطرأ مستقبلا.
فيما قال الناشط الحقوقي المهندس منسي حسون نحن على ثقة بأن الجميع سيلتزم بتوجيهات أمير المدينة المنورة بعقد اجتماع تصالحي يصفي الشوائب ويمنع تكرار الخلافات ويؤلف القلوب بين الطرفين، معتبراً أن أحداث الشغب الماضية هي خاتمة المآسي.
وكان أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد عقد في وقت سابق اجتماعا مع طرفي النزاع، حيث أهاب بضرورة معالجة الإشكالات التي قد تقع بين أبناء الحي بالحكمة، واستشعار المكانة الإسلامية للمدينة المنورة، داعيا إلى ضرورة عقد اجتماع بين الأطراف لمناقشة الإشكالية، ووضع الحلول المناسبة لها.
يذكر أن مراسم المصالحة أتت على خلفية أحداث الشغب التي وقعت في حي العصبة في الـ10 من الشهر الحالي، واستخدم خلالها مثيرو الشغب الحجارة والعصي، مما اضطر الجهات الأمنية إلى الاستعانة بقوة الطوارئ الخاصة، وإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء فضلا عن الاستعانة بالعبوات المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين الذين تجاوز عددهم 200 شاب.
وأسفرت الأحداث عن تسجيل عدد من الإصابات بين الشبان، وإلحاق الضرر بعدد من المركبات، من بينها دوريات تابعة للأجهزة الأمنية، فيما تم التحفظ على 38 من مثيري الشغب ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم.