المدينة المنورة: خالد الجهني

أخصائيون يحملون الأسرة المسؤولية ويؤكدون تزايده صيفاً

يعاني العديد من الآباء من تمرد أبنائهم على النوم مبكرا , خاصة في فصل الشتاء ، وبالتالي الاستيقاظ بصعوبة والذهاب إلى المدرسة متثاقلين، شاردي الذهن قليلي التركيز. ورغم التحذيرات الطبية الكثيرة بأهمية نوم الأطفال يوميا لمدة لا تقل عن 8 ساعات متواصلة ليلا , غير أن البعض لا يدرك المخاطر المستقبلية لكثرة السهرعلى صحة ونمو الطفل. ويلفت الاختصاصيون النظر إلى أهمية ملاحظة أن خطورة السهر لا تتوقف على الأطفال فقط بل تمتد إلى الكبار أيضاً الذين يقضي بعضهم جل وقته في المطاعم ومراكز التسوق حتى وقت متأخر من الليل أو في الجلوس أمام الإنترنت، وألعاب الفيديو جيم أو مشاهدة التلفزيون.
وتقول معلمة المرحلة الابتدائية ندى إن لديها 34 طالبة بالصف وتجد نصفهن نائمات في الحصة الأولى خاصة عند دخول الصيف، وهذا الأمر يدفعها إلى شرح الدرس أكثر من مرة .
وتضيف : في بعض الأحيان تحدث قصص طريفة بالفصل بسبب عدم حصول التلميذات على القدر الكافي من النوم أثناء الليل , وذكرت أنها تأخرت في دخول الفصل عشر دقائق تقريبا وعند دخولها للفصل السادس وجدت جميع الطالبات نائمات وبعضهن يشخرن , فذهبت للمشرفة الاجتماعية وحضرت للفصل ومعها صافرة ، ظلت تطلقها بقوة حتى استيقظن جميعاً، وهو ما دفع المشرفة إلى شرح فوائد النوم المبكر لهن ومخاطر السهر، فبعضهن استجاب لذلك مع مرور الوقت وبقيت أخريات على نفس الحال. وانتقدت ندى دور الأسرة الغائب في متابعة الأبناء وتعويدهم على النوم المبكر وترك الحرية لهم في ذلك مما يؤثرعلى نتائجهم الدراسية في المستقبل.
وقال مدير مدرسة النجاح الابتدائية بالمدينة المنورة حميد نفاع الجابري : إن المدرسة تحرص على تنبيه وتثقيف طلابها بفوائد النوم المبكر, وتوضيح أن ذلك يمكنهم من التحصيل العلمي الجيد، والذي من أجله يحضرون كل صباح. وأشار الجابري إلى ملاحظة علامات السهر على الطلاب بوضوح في فصل الصيف , وتقل تلك الملاحظات في الشتاء , حيث يطول الليل وكذلك وقت الطابور الصباحي.
وتقول أخصائية الطب النفسي في مستشفى الطب النفسي بالمدينة الدكتور أمل الكفراوي إن هناك أعراضا كثيرة تنتج عن السهر منها التعب والصداع والغثيان واحمرار العينين وانتفاخهما والتوتر العصبي والقلق وضعف الذاكرة والتركيز وسرعة الغضب والألم في العضلات لا المفاصل وبعض المشكلات الجلدية كالبثور وغيرها.
وأشارت إلى أن بعض الدراسات التي أجراها عدد من علماء التربية البدنية أوضحت أن الوظائف الجسمية تزداد قوتها وتنقص بين وقت وآخر خلال اليوم حيث تأخذ الكفاءة العضلية في الازدياد تدريجياً عند الساعة الرابعة صباحاً وتبلغ مداها الأقصى في الساعة السابعة صباحاً , ويستمر ذلك حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً , بعدها يبدأ المستوى في الانخفاض التدريجي حتى الساعة الثالثة عصراً , ثم يعود إلى التزايد تدريجياً حتى الساعة السادسة مساءً , ويبدأ في الانخفاض التدريجي مجدداً، والانخفاض الكبير يبدأ في الساعة التاسعة ليلاً ويبلغ مداه في الساعة الثالثة صباحاً.
وبينت كفراوي أن قلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض، وعندما يعتلّ هذا الجهاز فهذا معناه ،حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية ليصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى ويعرض الجسم للكثير من المخاطر.
وعن معاناة الآباء مع أولادهم يقول المواطن مرعي العمري: إن الشتاء طويل ويكفي الأبناء النوم لمدة 6 ساعات ويمكنهم تعويض ذلك بالنوم بعد الرجوع من المدرسة ، مشيرا إلى أن السهر مشكلة أزلية يصعب حلها عند الأبناء , والتعامل معهم بالضرب أو التخويف ليس حلا، لأنه يولد مشاكل مستقبلية للطفل . ويقول إنه يفضل استخدام التحفيز مع أبنائه مثل إعطاء مبلغ مالي لمن ينام مبكرا أو هدية قيمة. ، وأشار العمري إلى أن دور الأسرة كبير في مسألة تعويد الأبناء على النوم .
ويقول المواطن أبو طارق إن لديه خمسة من الأبناء وزوجته هي التي تهتم بهم في ذلك الجانب، خاصة الصغار ممن يدرسون بالمرحلة الابتدائية. أما من يدرسون بالمتوسطة والثانوية فهم خارجون عن السيطرة . ويضيف بعد صلاة العشاء تبدأ مرحلة الحرب المنزلية بينهم، فالبنت الصغرى تتحجج بأنها لم تذاكر وأخوها وبالطبع أحاول تقديم النصح لهم بأهمية النوم المبكر دون جدوى . أما الكبار فيذهبون إلى المدرسة أحياناً مواصلين دون نوم خاصة في فترة الامتحانات .
ويقول حمزة الرحيلى : السهر أصبح عادة لدى الكبار والصغار لعدم دراية واهتمام الأسرة بالنوم المبكر، ويرى أن نوم الظهيرة القيلولة يعوض إلى حد ما من نوم الليل الذي يقضيه الأبناء بين التلفزيون والإنترنت.
وتقول أم فاتن إنها بعد صلاة العشاء من كل يوم تعلن ما أسمته الحرب المنزلية التي تدور بينها وبين الأبناء ووالدهم من جهة أخرى. وتقول إن زوجها للأسف من مدمني السهر ويريد أن يطبق ذلك على الأبناء، وأنا أرفض ذلك من أجل مصلحتهم الشخصية. وأشارت إلى أن الأولاد يتجمعون عند والدهم في إحدى غرف المنزل ويغلقون الباب ,مما يسبب نشوب مشاكل بيننا يوميا.
وأضافت للأسف زوجي أناني ويساعد الأبناء على التمرد حيث إنهم يطلقون علي لقب السجانة داخل المنزل وهو غارق في الضحك رغم أني أعاقبهم بالضرب غير المبرح وحرمانهم من اللعب دون جدوى.