عيدكم مبارك وكله فرح وبهجة دائمة، وأدام الله تعالى علينا وعلى هذا الوطن العظيم .
عيدكم مبارك وكله فرح وبهجة دائمة، وأدام الله تعالى علينا وعلى هذا الوطن العظيم أفراحه وأعياده ونعمة الأمن والأمان والاستقرار، ووفق قيادة هذا الوطن العظيم، أبانا عبدالله وولي عهده ونائبه الثاني، لما فيه خير وفير لصالح إنساننا السعودي.
حقيقة، مع بدء هذا اليوم المبهج الذي يعيشه المسلمون وخاصة العرب منهم في عيد الفطر المبارك، لا أجد خيرا من بيت المتنبي الشهير:
عيدٌ بأية حالٍ عُدت يا عيدُ / بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ
تذكرتُه، وكيف لا؟ وقد عشنا وما نزال منذ بضعة أشهر (الربيع العربي)، وشهدنا في رمضان سقوط طرابلس في أيدي الثوار الليبيين، وهروب الجرذ القذافي الذي اختار شعبه خلعه وحريتهم، وشاهدنا مبارك مرتين في القفص أثناء محاكمته من قبل أبناء شعبه إخوتنا المصريين، فيما بقي الأمر معلقا في اليمن أسير المفاوضات والمبادرات بين المعارضة وصالح وحكومته، بينما تعايشنا بألم ومرارة مفجعة مع الدماء التي يسفكها طبيب العيون السوري الذي توقعتُ أن يكون لديه بعد نظر وقوة بصر، ليرى كيف يتعامل مع شعبه بهذه البشاعة في ارتكاب جرائم لا يرضاها الحيوان على الحيوان، فكيف رضيها هو على إنسان وطنه، ولا أعلم متى يتنحى أعمى العيون ويترك شعبه الذين يدفعون يوميا شهداء كي يختاروا من يرغبون به ويعيشون بسلام، ويكفي أن تدخل موقع اليوتيوب وتشاهد بشاعة الجرائم التي ترتكب في أبناء سورية، وليته يتعظ ويعتبر بما حل للقذافي وأسرته، وما حصل للرئيس اليمني خلال انفجار المسجد الرئاسي وقد كاد يفقد حياته، والله المستعان.
هذا العيد يأتي، ونحن ما نزال نراقب الأحداث السياسية من حولنا، وهناك حتما تخوف ولا شك من وجود تأثيرات على المنطقة بأكملها نتيجة ما حدث في الدول العربية، سواء التي نجحت فيها ثورات شعوبها أو تلك التي ما تزال معلقة بين السماء والأرض وتدفع الثمن زمنا ودما كاليمن وسورية، فإذا لم تتعاف سريعا هذه الدول داخليا، وتتفق شعوبها على قيادات تقودها إلى بر الأمان، وتسعى إلى ترسيخ القانون وتطبيقه وفق الطبيعة الديمقراطية التي ثارت لأجلها؛ فسوف يؤثر ذلك سلبا على المستوى الخارجي، فالفوضى الداخلية تنتج عنها فوضى خارجية، وكما يقولون مركب بلا ربان مصيره الغرق، وما يهم فعلا أن تستوعب الشعوب العربية ما تعنيه الديمقراطية كتطبيق وكإصلاح يحتاج إلى تأن وتأسيس لا مجرد نظريات يتم التحدث بها على المنابر ووسائل الإعلام العربية من قبل ساستها، وإلا ستُولد دكتاتوريات جديدة من رحم هذه الثورات، كما ولدت من قبل في الثورات العربية الماضية التي نعرفها جميعا.
أخيرا، وبما أني تذكرت المتنبي وبيته الشهير في هذا المقام، أختم بمقولتين مهمتين، الأولى للشاعر المهجري المرهف مخائيل نعيمة حين قال: الشباب ثروة وثورة، أما المقولة الثانية فللعالم والمفكر الإسلامي المصري محمد الغزالي وهي: من المألوف في تاريخ النهضات أن اليقظة العقلية تسبق دائما النشاط السياسي والاجتماعي أتمنى أن هذا ما حصل فعلا في الدول العربية التي تعيش ربيعها الديمقراطي.