لم يكن يوماً عادياً للجالية الفلبينية في مدينة الخبر، مبتعدين عن أعمالهم الوظيفية، فشاهدنا المهندس، والطبيب، والممرضة، وسط أجواء تضيئها الشموع وشاشة العرض المرئية، ليعلن الفنان الفلبيني (لاري أي كرومبا)، افتتاح معرضه الشخصي الأول، وسط حضور تجاوز المائتي زائر، غالبيته من الجنسية الفلبينية.
افتتح المعرض مساء أول من أمس الفنانتان مضاوي الباز وسميرة إسماعيل، بقاعة التراث العربي، ويستمر حتى الخميس المقبل، ليبدأ لاري كرومبا وسط إزاحة الستار عن لوحاته ليتابع الجمهور أعماله التي صوّرت الطبيعة بجمال كائناتها الحية.
يقول لاري كرومبا، الذي يعمل إداريا في إحدى الشركات الطبية، منذ 20 عاماً لـالوطن إنه بدأ بالتخطيط للمعرض الذي يحوي 27 لوحة منذ عام مع أحد زملائه المقربين، ولم يتعلم العربية جيداً، لأن من يتعامل معهم يتكلمون الإنجليزية، يكرّس جهده يومياً على الفن مستغرقاً أكثر من 7 ساعات يوميا، وعازلاً عمله الوظيفي عن العمل الفني، الذي لم يتعلمه أكاديميا بل اكتسبه بالفطرة والممارسة - على حد تعبيره -، ويرى نفسه في الأعمال الكبيرة، لإحساسه بالجمال من خلالها، والتحدي في إبراز تفاصيل الجمال المقصود.
يصف لاري معرضه الشخصي الأول بأنه معرض صوّر أجمل ما يعبر عنه وهو الورد، الفراشات، منوهاً أنه سبق أن شارك بمعارض سابقة عن الطيور، ويجهز لمعرض شخصي في العام المقبل في سنغافوره عن المجتمع السعودي وتأثره بما شاهده من أعمال تراثية ومشغولات يدوية.
ويرى أن ضيق وقته بالوظيفة وممارسة العمل الفني، جعلاه لا يخالط الفنانين ولا يتعرف على المعارض الفنية في الخبر، واصفاً المعرض الجماعي السابق، والمشارك فيه في أكتوبر الماضي بأنها تجربه تعرف من خلالها على العديد من الجنسيات التي جسدت الحالات الإنسانية في أعمالها الفنية، مشيداً بالتجربة الفنية السعودية للفنانات التشكيليات في المعرض وأنهن متأثرات بحياتهن ومشاعرهن.
وعن النشاط الفني في الفلبين يجيب لاري أنه متميز جدا، رغم أن الاقتناء قليل لقلة الدخل المادي، مما جعل العديد من الشعوب يقتنون أعمال الفنانين الفلبينيين كالصينيين مثلاً.