أبدى المتحدث الرئيسي في الجلسة الرابعة من مؤتمر فكر9 الدكتور برهان غليون، المعنونة بـ المبادرات الاجتماعية في الوطن العربي، ألمه حينما سألته شابة لم تبلغ العشرين من العمر قائلة: كيف توجد مبادرات شبابية إذا غابت الرعاية من الجهات الحكومية والمؤسسات؟، وقال غليون ردا على السؤال يؤلمني ما طرحته الشابة، ولكن علينا أن نعترف أن عشرات الملايين من الشباب العربي لا يفكرون إلا في لقمة العيش، ويتقاسمون هم الرغيف.
وفي الوقت ذاته، أكد غليون في الجلسة على أن العرب لديهم كل شيء من ثقافة وفكر ومال وإمكانات بشرية، ولكن للأسف لم يتم استغلال هذه المقومات بشكل سليم.
وتحدث غليون في الجانب السياسي، وتحديدا في جزئية قبول العرب للضغوط الأجنبية ـ حسب قوله، مؤكدا على أن العرب فقدوا سيادتهم وأصبحوا يخشون أن يكونوا أسيادا، وأنه يجب على العرب أن يواجهوا هذه الضغوط، وأن يقتدوا بالنموذج التركي الذي رفض الكثير من الضغوط والتدخلات الخارجية، ونجحوا في ذلك، وتحديدا في رفض الأتراك الانصياع للهيمنة الأميركية.
وفي إجابة عن سؤال كيف نحيد الهوية في سعينا للمستقبل؟ قال غليون: أنا لا أحبذ الحديث عن الهوية، ولكن كلما تعثر التقدم المادي ازداد الصراع حول الهوية، لا توجد أزمة هوية، ولكنْ هناك شك وعدم ثقة بأنفسنا، حتى الشيء الوحيد الذي يجمعنا وهو الدين تجدنا مختلفين فيه، وعليه.
أحد الحضور (وزير فلسطيني سابق) قال إن الشباب العربي مبدع ومواكب للعصر وعلى مستوى عالٍ من التواصل مع التقنية، ولكن نحن القياديين سبب التخلف، ونحن الفاشلون لا الشباب، لتضج القاعة بالتصفيق، لكن غليون أجاب إن استخدام الكمبيوتر لا يعني التقدم، والتحضر، لأننا لم نساهم في التقدم الحقيقي الحضاري، فنحن مستهلكون من الطراز الأول.
أحد الحضور سأل لماذا لا تحترم حقوق الإنسان لدينا؟ فأجاب غليون لأن الإنسان هنا لا يحترم ويهان في الأصل؛ فكيف بحقوقه؟.