نحن بداية مع النظام، لكننا لسنا مع تطبيق هذا النظام حسب مزاج زيد أو عبيد..

نحن بداية مع النظام، لكننا لسنا مع تطبيق هذا النظام حسب مزاج زيد أو عبيد.. إما أن يطبق النظام على الجميع أو يتم تجميد فقراته.. ليس مقنعا أبدا أن نفاجئ الناس بوجود فقرة تعود لأربعين سنة خلت، ثم نبدأ في تطبيقها على الناس.. وأنت تعلم أن المتضرر لا حول له ولا قوة!
صدمة من العيار الثقيل فاجأ بها صندوق التنمية العقارية الناس خلال الأيام الماضية، حينما عاد إلى الأرشيف واستخرج قرارا صادرا أواخر القرن الهجري الماضي.. ينص القرار على: يقتصر تقديم القروض على من لا يملك بيتاً ويستثنى من ذلك أصحاب البيوت القديمة غير الصالحة للسكن، والذين يرغبون هدمها وإعادة بنائها. هكذا ببساطة تامة: ما عندنا لك قرض.. روح طق رأسك بالجدار! نحن لسنا ضد تطبيق النظام، لكننا ضد تجزئة الرؤوس التي تخضع لهذا النظام وتلك التي لا تخضع له.. إما أن يطبق النظام على الجميع، أو فليتم نسخ هذه الفقرة من النظام.. الأضرار التي تسبب فيها إحياء هذه الفقرة من ليلها السحيق كبيرة جدا.. اليوم لا يوجد مواطن ذو دخلٍ محدود يستطيع البناء على حسابه الخاص، كل هذه الفلل التي تشاهدونها تم بناؤها بواسطة القروض الشخصية والديون.. اشترى المواطن الأرض على حسابه.. تأخرت قروض صندوق التنمية، فتدبر الناس أمورهم انتظارا لدورهم في الطابور.. يقينا أن صرف القرض سيحل المسألة.. لكنهم فوجئوا بأن القرض كان صرحا من خيال فهوى!
الأمر المزعج جدا أن مدير عام صندوق التنمية العقارية ركب موجة التصريحات الهوائية ـ لا أعلم إلى أين يريد الوصول ـ حيث قال إن وزير الإسكان رئيس مجلس إدارة الصندوق شويش الضويحي يحرص على التيسير على المواطنين! ولم أقرأ ـ خلال هذا الشهر الفضيل ـ لغةً استفزازية للمواطنين أكثر من هذه العبارة.