بداية لا بد من الإشارة إلى أن الأمر لم يعد متعلقا بالسعوديين وحدهم.. هناك الكويتيون.. والإماراتيون وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.. وهناك الأشقاء في مصر واليمن.. وهناك المقيمون على أرض المملكة

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الأمر لم يعد متعلقا بالسعوديين وحدهم.. هناك الكويتيون.. والإماراتيون وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.. وهناك الأشقاء في مصر واليمن.. وهناك المقيمون على أرض المملكة، وما أكثرهم! أصبح أداء العمرة لدى بعض من هؤلاء مجرد فقرة في برنامج سياحي.. ولدى البعض الآخر خطوة لكسر الملل والرتابة وتغيير الجو والفرفشة مع الأصدقاء، ولدى البعض الآخر: نتسوق في جدة ونأخذ عمرة! يجلس البعض في استراحته الخاصة، يشعر بالملل.. فراغ.. رتابة.. يلتفت إلى الجالس بجواره: وش رأيك نأخذ عمرة؟! يرد الآخر: فرصة.. مشينا! هكذا.. الفكرة والقرار في نفس الدقيقة، تحولت العبادة إلى عادة.. تجد العائلة تنتظر طوال السنة شهر رمضان، ثم بمجرد دخول الشهر الكريم تحزم أمتعتها وتغادر إلى مكة المكرمة، دون أي اعتبار للزحام الذي يتسببون فيه، والآثار الاقتصادية السلبية التي يتسببون بها.. يكفي ـ فيما يتعلق بالسكن ـ أن نعرف أن غرفة في أحد الفنادق المطلة على الحرم تتجاوز الخمسة آلاف ريال في الليلة.. تتضاعف مرتين خلال العشر الأواخر! كل السنة موسم عمرة بفضل الله، فما الذي يدفع الناس ـ من الداخل والخارج ـ لمزاحمة وإيذاء بعضهم في هذا الشهر حتى تحول شهر رمضان المبارك أشد زحاما ومشقة من موسم الحج! أدرك جيدا شرف الزمان وشرف المكان ومضاعفة الحسنات.. لكن الأمر اليوم تجاوز ذلك إلى ضرورة الرأفة بالنفس وبالآخرين على حد سواء.. يفترض من الجميع استشعار حالة الزحام التي يتسببون فيها، هذه الممارسات ـ وإن كانت طيبة ولا شك ـ لا ينبغي التساهل فيها.. لا بد من وقفة تجاه بعض الذين حولوا عمرة شهر رمضان إلى مجرد عادة سنوية.