وردتني رسائل عدة بعد مقال (مع نفسك يا فايز المالكي) تقول إحداها: لماذا سكتم بكتم؟ لماذا لم تكتبي عن طاش ما طاش، وهم كذا وكذا؟

وردتني رسائل عدة بعد مقال (مع نفسك يا فايز المالكي) تقول إحداها: لماذا سكتم بكتم؟ لماذا لم تكتبي عن طاش ما طاش، وهم كذا وكذا؟
في الحقيقة تذكرت معها ما قرأته حول التفكير الطفولي أو السجالي الذي يخرجك من الحديث عن قضية إلى قضية أخرى عبر طيب اشمعنى فلان وليش ما تشوفين علان؟؛ لذا أرجو ألا يظنوا أن مقالي اليوم هو استجابة لهم، مع احترامي لأشخاصهم، فطاش ما طاش، وبما أننا مازلنا في رمضان، يستوقف البعض للتحدث عنه بعد مشاهدته؛ لذا كثيراً ما شدتني قراءة النقاشات حوله في المنتديات، وإن كنت لا أصنف نفسي متابعة للمسلسل، لأنني مثل البعض أخبرونا في المدرسة عن حرمة مشاهدة طاش ما طاش، وعندما كبرت وجدت أن ما قالته معلماتي فيه جانب من الصحة، فإنسانياً هناك الكثير من المشاهد الساخرة من الإعاقات وصعوبات التعلم والفهم عبر إضحاك الناس على ممثلين يجيدون تقليدها، كما أن السخرية من المظهر الديني الذي تمثله اللحية والثوب القصير كان من الأمور التي لا أستطيع كمشاهدة تقبلها، وربما وافقني البعض فيها، ولا شك سيوافقني كثيرون في أن صورتنا كسعوديين في المسلسل لم تخرج عن هذا القالب الساخر والمقلل من حضورنا كشعب متعلم ومتحضر، لكننا مع ذلك لا نستطيع إنكار تناولهم لقضايا مهمة تشغلنا وتعد جزءا من همومنا مثل حلقة زيد أخو عبيد، وهي الحلقة التي تناولوا فيها البنوك التي تسوق لنفسها عبر تصنيف نفسها بالإسلامية، في الواقع إن جميع البنوك في المملكة هي في الجنة كما يصفها مدير البنك الدولي؛ لأن السعوديين لا يأخذون فوائد على أموالهم، فبالمقابل لِمَ لا يكون الإسلامي إسلامياً حقاً؟ وهذه قضية أخرى يجدر بنا الحديث عنها.
في الحقيقة أن ما استوقفني هو ردود الأفعال على الحلقة والتي لم تهتم بالقضية وأخذت تصب جام غضبها على الفنانين، على الرغم من أنني لا أظنهم ـ أي المدافعين عن البنوك ـ إلا ضحايا لهذه البنوك, يذكر الدكتور إبراهيم الذيابي متحدثاً عن متلازمة ستوكهولم في مقال له عن أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك ما يأتي: في يوم 23 أغسطس عام 1973هاجم بعض المسلحين أكبر بنك في مدينة ستوكهولم واحتجزوا بعض الموظفين كرهائن، ولما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود نفذت الشرطة هجوماً مفاجئاً ونجحت في تحرير الرهائن، وهنا حدثت المفاجأة؛ فبدلاً من مساعدة الشرطة في مهمتها راح بعض المخطوفين يقاومون محاولة تحريرهم، بل إنهم أبدوا تعاطفهم مع الخاطفين وظلوا يدافعون عنهم وذهبوا ليشهدوا لصالحهم بعد ذلك أمام القضاء!! هذا التصرف الغريب من الرهائن تجاه خاطفيهم استوقف عالم النفس السويدي نيلز بيجيرو؛ فأجرى دراسة مطولة خرج منها بنظرية جديدة اشتهرت في علم النفس باسم «STOCKHOLM SYNDROME» أو متلازمة ستوكهولم، الذين دافعوا عن البنوك وكالوا السباب والشتائم للقصبي والسدحان يبدو ـ والله أعلم ـ أنهم إما VIp فلم يحتاجوا يوماً لقرض ولم يجربوا كيف تصبح 100 ألف كاشاً 180 ألفاً ديناً، ولم يفاجئهم موظف البنك برسوم خدمة كشف الحساب، التي تؤخذ منك على الرغم من أنك لا تتلقى فائدة على وجود راتبك لديهم، أو أنهم يعانون فعلاً من متلازمة ستوكهولم فيدافعون عن معذبيهم في الأرض.