انتحى 'فهد' مكاناً قصياً عن السائد والمألوف في الإنتاج التلفزيوني، لكنه لم يبتعد كثيراً عن أسلوبه في 'النبش' والتنقيب فيما بين العقول والصدور من أفكار عميقة ومشاعر راقية.
انتحى فهد مكاناً قصياً عن السائد والمألوف في الإنتاج التلفزيوني، لكنه لم يبتعد كثيراً عن أسلوبه في النبش والتنقيب فيما بين العقول والصدور من أفكار عميقة ومشاعر راقية.. فأبدع فكرة تُرسخ مبدأً عظيماً، وخصلةً مقدسة تتطلبها مسيرة الحياة لتكون أجمل، وتكشف خفايا وأسرار روابط الخلان. ياصديقي برنامجٌ تلفزيوني لا تتجاوز مدته 40 دقيقة، لكن تفاصيل دقائقه لا تفارق ذاكرتك، فهو يقدم كشف حساب الصداقة ويعرض مزاياها كما لم تقدمها المحاضرات والمواعظ والحكم والأمثال والقصائد، ولن تقدمه بهذه الصورة الجميلة حتى لو اجتمعت كلها في قالبٍ واحد، لأن معد ومقدم البرنامج الدكتور فهد السنيدي استعرض الصداقة بواقعية بعد أن انتقى لكل حلقة صديقين من فئة النخبة، التي لا يعرف المشاهد عنها إلا آراءً وأفكاراً وإنتاجاً علمياً أو أدبياً.. فستخرج من كل صديقين معاني الصداقة و روابط الأخوة باستنطاقٍ لطيف ولذيذ. في حلقات ياصديقي عرفت رومانسية الصعلوك زياد الدريس كما يصفه صديقه رئيس المركز الإسلامي المتفتح حمد الماجد، واستمتعت كغيري بهما متحدثين رائعين عن الأخوة والصداقة التي نسينا كثيراً من معالمها مع مشاغل الحياة، وأدركت لماذا عبدالوهاب الطريري هو الأقرب إلى سلمان العودة؟ وما قيمة الصداقة عند الضيق؟ ولكن للبرنامج عيبٌ وحيد، هو عدم استغلال القائمين عليه النت، فلا تكاد تجد حلقاته على اليوتيوب بدقة جيدة، خلافاً لكثير من البرامج التي استغلت اليوتيوب للترويج لحلقاتها في ذات اليوم الذي تعرض فيه بدقة عالية.. فلابد أن يدرك المنتجون أنه لم يعد بإمكان المشاهد متابعة كل شيء في الوقت الذي تحدده القنوات، بينما بإمكانه الاستمتاع بما يشاء في الوقت الذي يشاء على اليوتيوب.